محمّد الفاضل سليمان
بسم الله الرحمان الرحيم
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول
سنتشرف بتسجيلك
إدارة المنتدي
شكرا


محمّد الفاضل سليمان
بسم الله الرحمان الرحيم
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول
سنتشرف بتسجيلك
إدارة المنتدي
شكرا


محمّد الفاضل سليمان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

محمّد الفاضل سليمان

عالم الطفل ، شعر، قصّة ، مسرح ، أناشيد ، علوم للأطفال ، معارف ، سيرة ذاتية للأديب محمد الفاضل سليمان
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 دراسة عن أدب الأطفال

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد الفاضل سليمان
Admin
محمد الفاضل سليمان


عدد المساهمات : 1293
تاريخ التسجيل : 12/03/2008
العمر : 73
الموقع : https://fadelslimen.ahlamountada.com

دراسة عن أدب الأطفال Empty
مُساهمةموضوع: دراسة عن أدب الأطفال   دراسة عن أدب الأطفال Icon_minitimeالسبت 1 أكتوبر - 2:06

تؤكد الدراسات أن الطفل يحمل من الأفكار والمعلومات والآراء ما يماثل مرحلة من مراحل الإنجاز الفكري والعلمي، وربما الفلسفي لرحلة الإنسان على الأرض، أي ربما يحمل من المعلومات ما يفوق معلومات فيلسوف إغريقي قديم..‍‍
لعل فكرة "العلية" أو "السببية" الآن عند الطفل لم تصل إلى تفكير الإنسان إلا في مرحلة متقدمة، بينما أصبحت تلقائية (إلى أن وصفها البعض بالفطرية) عند طفل اليوم، وقد يرجع ذلك إلى كم المعلومات المنتظمة أو المنظمة بمعنى ما, حول شتى الظواهر والمدركات من حوله. وهو ما يشير إلى الفهم أو العلم الفلسفي لدى طفل اليوم إذا ما كانت الفلسفة هي تلك المعرفة المنظمة.
رؤية تاريخية..
اهتم القدماء والشعراء منهم بالطفل, وقد عرفوا الأدب الموجه للصغار سواء في اللاتينية أو العربية أو غيرها من اللغات. وربما أهم ما تميز به هذا اللون من الأدب هو: الحرص على سرد المواعظ التعليمية, إبراز القيم والتعاليم الأخلاقية والدينية.
ربما من أشهر تلك النماذج: مواعظ لقمان, حكايات أيسوب, وحكايات بتاح حوتب (المصري القديم).. وغيرها. وربما المأخذ الشائع الآن حول تلك الأعمال, فضلا عن المباشرة, هو مخاطبة الطفل وكأنه رجل صغير أو سيدة صغيرة (وان ندر مخاطبة الأنثى الطفل وحدها), ولم يلتفتوا إلى طبيعة تكوينه النفسي والاجتماعي وخصائص مراحله العمرية.
.. ففي الإنتاج الأدبي المصري القديم توجد قصائد عديدة للطفل, ربما أشهرها "نشيد النيل":
"حمدا للنيل / ينزل من السماء
ويسقى البراري البعيدة عن الماء / وينتج الشعير.. وينبت الحنطة
وهو سيد الأسماك.. / وهو الذي يحدد للمعابد أعيادها/ .....
.. أما في حضارة وادي الرافدين (سومرى-بابلي) فقد تميز بالتكرار والوعظ, وهو ما تلاحظ في "ملحمة جلجامش"..فيها الأبيات: "من سلك سبيل العدوان واغتصبت يده ما ليس له.
من نظر نظرة رضا إلى مواطن الشر..
من بدل الوزن الكبير بالوزن الصغير..
من أكل ما ليس له ولم يقل ما حدث..
فسوف يعاقب على جرائمه."
..كما تركت الحضارة اليونانية الكثير من تلك الأشعار التي تتسم بالوعظ والإرشاد, ومن أشهر الشعراء "يوريبيديس" و"موسخوس" و"ثيوكريتوس", و"بيون"الذي قال ذات مرة:
"يا بني لا تلجأ إلى الناس دون مبرر
ولا تعتمد على الغير في إنجاز عملك
حاول أن تصنع مزمارك بنفسك
-كل شئ يتم بمشيئة الآلهة- "
..وقد مدت الإمبراطورية الفارسية الأدب العالمي بالكثير من الأشعار التي عنيت بالوعظ والإرشاد والجانب التعليمي للطفل, وهذا الجزء عن قصيدة تتناول فكرة "الزمان" من كتاب بعنوان "أصل الخليقة": الزمان من كلا المخلوقين أقوى
الزمان من كل متملك..أملك
الزمان من كل ذي علم..أعلم
زماننا يمضى .. ويتفرق..
لا يمكن للروح أن تتخلى عن الجسد
ولا حين تطير في الأعالي."

وقفة مع الشعرية العربية..
الشعرية العربية منذ جاهليتها وحتى الآن تنتج للطفل. ففي معلقة قالها "عمرو بن كلثوم" مفاخرا, ومزدريا أو محتقرا "عمرو بن هند" لأنه أهان أمه:
"ألا أبلغ بني الطماح عنا ودعميا.. فكيف وجدتمونا
إذا ما الملك سام الناس خسفا أبينا أن نقر الذل فينا
ملأنا البر حتى ضاق عنا وماء البحر نملؤه سفينا
إذا بلغ الفطام لنا صبى تخر له الجبابر ساجدينا"
كما عرف العرب الشعر الموجه للطفل خلال مراحل عمره, منها التي تتغنى بها الأم لولدها الذكر (ومكانته معروفة عند العرب):
"يا حبذا روحه وملمسه/ أصلح شئ ظله وأكيسه
الله يرعاه لي ويحرسه"
كما غنت الأم للبنت قائلة:
"كريمة يحبها أبوها/ مليحة العينين عذبا فوها
لا تحسن السب وان سبوها"
وقد شارك كبار شعراء العربية قديما في الكتابة للطفل, حتى أن "أمريء القيس" كتب عن لعبة "الزحلوقة" أو "الأرجوحة"..يقول:
"لمن زحلوقة زل / بها العينان تنهل
ينادى الآخر..الأل / ألا حلوا..ألا حلوا"
وتتنوع الأغراض والتوجهات نحو الطفل في ذاك التراث الثرى.

لقد وجد "الطفل" العربي الموقع المناسب من الاهتمام في فكر وعمل رجال الفكر والعقيدة إبان ذروة ونضج الحضارة العربية الإسلامية. وربما يعود ذلك إلى عدة عوامل..
: الشعور الإنساني للمجتمع والفرد الناضج بالبنوة والأمومة, وهو ما أشار إليهما القرآن والسنة في أكثر من موضع.
:اهتمام الشريعة الإسلامية وبوضوح بشئون الطفل, وفى أحكام محددة, ومازالت مرجعا للعديد من القوانين المدنية حتى الآن.
: لقي الطفل اهتمام المؤسسة الدينية, منذ بداية الدعوة وحتى رسخت وانتشرت.

انعكس ذاك الاهتمام في العديد من السلوكيات والظواهر التربوية والاجتماعية, إلا أن الفعل الحضاري انعكس أوضح وبجلاء مع العديد من المنجزات منها.. ما ألفه "ابن الجزار" الذي يعد أول منجز علمي في مجال الثقافة الصحية للطفل "سياسة الصبيان وتدبيرهم", الذي قال فيه:"إن معرفة سياسة الصبيان وتدبير صحتهم باب عظيم الخطر جليل القدر, ولم أر لأحد من الأوائل المتقدمين المتطببين كتابا كاملا فيه".
أما الطبيب الفيلسوف "ابن سينا", فقد أنجز للطفل جزءا هاما في كتابه الشهير في الطب المسمى ب"القانون"..كما كتب "الرازي" رسالة علمية مفصلة في أمراض الأطفال والعناية بهم..ثم كتب "القرطبي" في موضوع "خلق الجنين وتدبير الحبالى والمولودين"..أما "الطبري" فقد أفرد في كتابه "كناشة المعالجة البقراطية" مقالا في طب الأطفال..
يكفى أن نشير إلى أن الاهتمام بطب الطفل في أوروبا, واستخدام مصطلح طب الطفل فيها لم يستخدم إلا في القرن التاسع عشر فقط!

وفي مجال التربية والرعاية الاجتماعية للطفل في أكثر من كتاب, مثل "فاتحة العلوم", و"أيها الولد", و"إحياء علوم الدين"..
من أقوال الغزالي: "أعلم أن الطريق في رياضة الصبيان من أهم الأمور وأؤكدها, والصبي أمانة عند والديه, وقلبه الطاهر جوهرة نفسية ساذجة خالية من كل نقش وصورة, وهو قالب لكل ما يملأ به, فان عود الخير وعلمه نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة و وشاركه في ثوابه أبوه وكل معلم له ومؤدبو وان عود الشر وأهمل إهمالا البهائم شقي وهلك, وكان الوزر في رقبة القيم عليه والوالي له (إحياء علوم الدين: 783).
لقد اعتبر الغزالي الطفل جزء من نفس أبيه, يحفظ ويصان كما اعتبره أمانة ومسئولية أمام الله تعالى. وقرر أن النفس تخلق ناقصة وإنما تكمل بالتزكية وتهذيب الأخلاق والتغذية بالعلم. حيث انه يقرر أن سلوك الخلق قابل للتغيير والتعديل.

كما لم يتوقف اهتمام "ابن سينا" بالطفل في مجال الطب (كما أشرنا), بل لقي حفاوة وتحرصا منه في الجانب التربوي. رأى ابن سينا في تثقيف الطفل وتهذيبه يتركز على العقل الذي يعتبر أساس ثقافة الطفل وتربيته, وهو ما وضح في رسالته المسماة "في المعقول", وفيها قسم ابن سينا العقل إلى عقل نظري وعملي (كما جاء عند "كانت" فيما بعد)..ثم انتقل إلى أن ثقافة الطفل و تربيته وتهذيبه لابد أن تأخذ في اعتبارها طابع الطفل وتكوينه وأن الأطفال يختلفون في طباعهم وعقولهم وهذا الاختلاف والتفاضل بينهم هو من عطف الله وفضله.
يقول: "تم من عليهم بفضل رأفته منا بأن جعلهم في عقولهم وآرائهم متفاضلين كما جعلهم في أملاكهم ومنازلهم ورتبهم متفاوتين أما في استواء أحوالهم وتقارب أقدارهم من الفساد الداعية إلى فنائهم".
ويحدد ابن سينا بعدا آخر لتثقيف الطفل وتربيته وتهذيبه وهو الاستعداد والرغبة. ويتوسع ابن سينا في تحديد بدايات تثقيف وتربية وتهذيب الطفل ويتبعها بحسب مراحل نمو الطفل من الطفولة المبكرة والوسطي والمتأخرة.
وتتعدد الزوايا والرؤى التي تناول ابن سينا فيها جوانب الطفل المختلفة, وهو بذلك قدم للحضارة العربية الإسلامية وللحضارة الإنسانية إضافة حقيقية في هذا المجال.

القرن الجديد والطفل..
لاحظ البعض أن اكتشاف آلة الطباعة أعطى دفعا جديدا وجادا في مجال أدب الطفل عموما, وزادت الصيحة بضرورة طباعة الكتاب الخاص بالطفل. ووجدت الدعوة صداها, فكانت كتب الطفل في القرن السابع عشر الميلادي الخاصة بالطفل..والحافلة بقيم الوعظ والإرشاد, كما اعتمدت على الأصول الشعبية.. فحفلت مواضيع الشيطان والجن والسحر.
وفى منتصف القرن الثامن عشر الميلادي..ظهرت كتابات "جون نيوبرى" حيث كانت كتبه متضمنة بعض الصور الجذابة التي تجعل من الكتاب سلعة مرغوبة للطفل الصغير.. بالإضافة إلى الورق الجيد والإخراج الفني الجيد..والذي ربما يفوق كتب الكبار. ومن المعروف أن أول كتب الأطفال في العصر الحديث طبع في فرنسا عام 1830م, بينما أو مطبوعة عربية عام 1870م(روضة المدارس – مصر).
وشهد القرن التاسع عشر مولد واحد من أهم من كتبوا في أدب الطفل في العالم, وهو الروائي الدينماركى "هانز أندرسون" (أشهر أعماله: البطة القبيحة- عسكري الصفيح الشجاع- عروس البحر الصغير- الحذاء الأحمر...). وربما راج أدب الطفل من بعده وبسببه.
إذا كان يلزم الكتابة للطفل يجب توافر: معرفة الأصول والقواعد التربوية والنفسية للطفل.. فهم أصول فنية ملزمة لمخاطبة الطفل.. والحرص على مواصفات خاصة للكتاب المادي المقدم للطفل, كما أن الشعر في أدب الطفل له نفس الخصائص والأهمية. وقد قسمه البعض إلى "الشعر الملحمي" الذي يحكى قصص الملاحم والبطولات القومية, و"الشعر الغنائي" وهو الغالب على شعرنا العربي, و"الشعر الدرامي" وهو الذي يكتب وفق الأسس الدرامية (مسرح وغيره), ثم "الشعر التعليمي" وهو الذي يصور الحقائق جماليا ولا يقدم تلك الحقائق تقريريا.
..غالبا ما يتصف الطفل بصفات خاصة لكل مرحلة سنية: قبل السادسة.. حتى التاسعة, .. حتى الثانية عشر, .. حتى الثامنة عشرة. ولكل مرحلة خصائصها النفسية والتربوية. وعلى شاعر أو كاتب الطفل مراعاة ذلك, حيث الطفل قبل السادسة يتصف بالأنانية واستخدام كلمة "أنا" مع ضمير المتكلم غالبا..وهكذا لكل مرحلة خصائصها.
..كما يجب أن تتسم لغة الطفل بالبساطة والوضوح, وإيصال الفكرة بأقل عدد من الكلمات, ثم التكرار غير المباشر..ويمكن مراعاة مفردات الطفل الخاصة, التي قد تختلف من طفل في بيئة ما عن آخر. أما عن "الشعر" تحديدا, فقد لاحظ العلماء استعداد الطفل لتقبل الموسيقى والشعر, والشعر له إيقاع موسيقى بالدرجة الأولى. وربما يرجع لهذا السبب كثرة ما كتب شعرا للطفل طوال تاريخ الحضارة الإنساني.. فالإيقاع والموسيقى الخارجية للكلمات لها تأثير ساحر.

شهد الوطن العربي منذ أواخر القرن الميلادي السابق(القرن العشرين) طفرة غير مسبوقة في مجال الاهتمام بالطفل على المستوى المؤسسي العام.
كما تعددت وسائل التعامل مع الطفل العربي مؤخرا, وهو ما ارتبط بالتقدم التكنولوجي لوسائل الاتصال والإعلام, وبالتالي لم تعد الجدة ثم الأم والأب وحدهم مصدر التلقين, ولا حتى المدرسة كمؤسسة تربوية تعليمية. ها هو ذا التليفزيون, الإنترنت وشبكته السحرية, الفيديو, ولن نغفل الدوريات والكتاب والمدرسة.
بداية لا يمكن إلا أن نعترف بالممكن ونخاطب الصغير كانسان قادر على "الاختيار" وليس تابعا لأفكارنا جبرا. فحبس بعض الوسائل الإعلامية الجديدة عن الصغار (كما يتبع بعض الآباء) لا يزيد الطفل إلا عنادا.
لتأتى معاملة الآباء للصغار كخطوة عملية وإيجابية لتحقيق الهدف.. ألا نعامل الصغير على أنه رجل أو آنسة بل على قدر عقولهم, حتى يعيش الطفل طفولته, ولكل مرحلة طفولة خصائصها.. أن تظل معاملة البنت أكثر رقة وأقل خشونة من معاملة الولد, مع بقاء تحميلهما نفس القدر من المسئولية.. مبدأ الثواب والعقاب هو المفتاح السحري للتعامل الإيجابي مع الطفل, وهو ما وافقته الأديان السماوية.. القدوة العملية من الوالدين هي البديل العملي عن التلقين المباشر لمفاهيم القيم العليا التي نرجو غلبتها في السلوك الخاص والعام, وهى وسيلة تنمية الوازع الضميري عند الصغار.. إذا كانت الملكات الخاصة والمواهب هبة سماوية يدعها الخالق في الإنسان, فلا يبقى سوى التنقيب عنها باعتبارها جوهر "التربية" وهدفها..
ومع التفاصيل الجزئية الكثيرة التي يمكن أن نتبادلها فيما يمكن أن يقال للصغير.. فالوصفة السحرية هي أن يقل كلام الأبوين في التلقين, ويكثر الفعل سواء بالسلوك المباشر منها أمام الطفل, أو في التعامل مع الطفل.

كما لا يمكن إغفال أدب الطفل (والشعر منه) الذي ينتجه الطفل نفسه.. هو المرآة التي نطل منها نحن الكبار على عالم الصغار, وهو المتنفس الشرعي لكم المشاعر والأفكار بل وخبرات الطفولة التي يجب ألا نستهين بها.
وإذا كانت الصرخة الأولى للطفل هي الإعلام الأول عن الوجود (وجوده) فان الخطاب الإعلامي الموجه للطفل يجب ألا يتجاهل الطفل نفسه..سواء في الإعداد أو الأداء لأي تناول إعلامي حول الطفل.
وإذا كانت القيم العامة مثل: القيم الدينية الإيمانية, القدوة الصالحة, التعاون, الأمانة, الطاعة, الوفاء, الصداقة, التواضع, الجمال, التفكير المنطقي..وغيرها من الأمور الواجب مراعاتها, فهي أكثر أهمية في التناولات الأدبية التي تخاطب الطفل.

وقفة مع مصطلح "أدب الطفل"
تساءل الكاتب "بيتر بروك": هل أدب الطفل هو ما نكتبه لهم أم هو ما يقرأونه؟
السؤال طريف وذكى, بل مثيرا للعديد من الأسئلة.. البعض يكتب للطفل وما هو للطفل؟!, الأطفال يقرأون للكبار أحيانا؟؟, أما وقد تعددت وسائل الاتصال ووسائط المعرفة والفن والأدب بحيث تداخلت معا في أوعية جديدة يصعب وصفها أدبا فقط أو معرفة فقط, أو حتى فنا من الفنون المحددة. ونظرا لانتشار وشيوع تلك الوسائط الآن مثل: الاسطوانات الرقمية, وشرائط الفيديو, بل ومواقع الطفل بالشبكة الالكترونية (الانترنت).. كلها وغيرها امتزج مع مفاهيم المعلوماتية في التعليم المستديم والمعرفة المتجددة والمعلومات التي يلزم معها البحث عن طريقة/طرق للحصول عليها واستخلاص المعارف منها وبها, بعيدا عن الأوعية الجاهزة والتلقين المباشر.
الطريف المدهش أنه حتى عام 1975م لم يكن لأدب الطفل تعريفا, بل لم يكن الطفل العربي قد نال الاعتراف بأحقيته في أدب يخصه ويخاطبه, وهو ما اتضح في مؤتمر اتحاد الكتاب العرب في الجزائر في 1975م, وقد أقر بعضهم أن ما يكتب للطفل ليس أكثر من "تعليم" و"تربية". وربما شاع لفترة (السبعينيات من القرن العشرين) استخدام مصطلح "أدب الأجيال الحديثة" وكأن "أدب الطفل" نقيصة أو إقلالا من شأن ما كتب ومن كتب؟
وقد قدم ثلاثة فرسان في الأدب العربي ثلاث محاولات لتعريف أدب الأطفال:
يقول الكاتب أحمد نجيب/مصر:
".. يجب أن تخضع الكتابة للطفل لثلاث مجموعات من الاعتبارات الرئيسية: الاعتبار التربوي, الاعتبار الفني العام الخاص بجنس الوسيط الأدبي, والفني الخاص بفنية المنتج الفني نفسه..شعرا أو قصة.. الخ."
وهى مقولات عامة, فالاعتبار التربوي لم ينتبه إلى بيئة الطفل وثقافة مجتمعه, والاعتبار الفني بدا كنوع من تبسيط الجنس الأدبي المعروف عند الكبار حتى يكتب للصغار, كما اهتم في كتابه بشرح أوزان الشعر وتفضيل البحر "الكامل", بينما من الأجدى تعريف كاتب الطفل بتلك الأوزان من خلال ملائمتها للطفل من حيث الخيال والإيقاع والتركيب, وهى العناصر المؤثرة في الطفل عند سماع الشعر.
يقول الكاتب "هادى نعمان الهيثى/العراق":
".. أن أدب الطفل فرعا من فروع الأدب, وذو خصائص تميزه عن أدب "الكبار". أما موضوعه فهو عرض للحياة من خلال تصوير وتعبير متميزين"
واضح أنه سار على طريق سابقه "أحمد نجيب", ثم اعتبر الجانب التربوي هو جوهر موضوع أدب الأطفال.
أما الكاتب "عبدالرزاق جعفر/سوريا" فقال:
".. الأدب هو تعبير عن الأفكار والأخيلة والعواطف بكلام فصيح وأسلوب متين جميل ويخضع لسنن الذوق السليم"
تعريف معجمي وتعليمي, وربما يصلح لأي أدب, وقد اكتفى بالوصف اللغوي فقط.
وقد ناقش الكاتب "عبدالتواب يوسف/مصر" هذه القضية في أحدى دراساته, إلا أنه طلب من القارئ الرجوع إلى أعمال كتاب كبار في مجال أدب الطفل, ممن حصلوا على جائزة "أندرسون العالمية" (مثلا) للتعرف على قامتهم التي يطالون بها "بلزاك ونجيب محفوظ".
كما نكرر ما رددته الكاتبة الأمريكية "مادلين لنجل" رئيسة اتحاد الكتاب والحاصلة على جائزة "نيوبرى" الخاصة بأدب الطفل (أثناء زيارة لها لمصر منذ حوالي ثلاثة عقود):
"أنا أكتب أدبا فقط, من يريد قراءته أهلا به, ومن لم يرد, فلا مشاكل"!!

الآن وبالنظر إلى المحاولات التنظيرية السابقة, ثم بالنظر إلى الوسائط المعلوماتية والتكنولوجية الجديدة, فلا حيلة لنا إلا الاعتراف بأن أدب الأطفال له محاوره وأهدافه (التي يبدو أنه غير مختلف حولها), وكل ما يقدم للطفل فهو في جعبة "ثقافة الطفل", تلك التي تتضمن "العلم والمعرفة- الثوابت العقائدية الدينية- العادات والتقاليد- الفنون الأدبية والتشكيلية والموسيقية والحركية والفنون الشعبية).. أليس "الكتاب الالكتروني" الآن في جملة خصائصه, يحمل مجمل ما يمكن أن يقال ويكتب للطفل على أنه أدبا ويزيد (حيث الكتاب الالكتروني يتضمن بالإضافة إلى المضمون والمحتوى تلك المؤثرات الصوتية والصورة المتحركة والتداخل بينها وفنون التشكيل والإخراج الفني وغيره)؟!
أما بعد: قد يكون مصطلح "ثقافة الطفل" أجدى للحديث ونحن نقصد الحديث عن "أدب الطفل", نظرا لتعدد المعارف والوسائط والاحتياجات الجديدة للطفل بما يتناسب ومرحلته السنية والبيئة الثقافية الجديدة في العالم كله.

أما وقد سقطت مؤسسة الأسرة والمدرسة في مواجهة الطفل الجديد, بعد أن فقدت "الجدة أو أم أحد الوالدين" دورها, كما ابتعدت المدرسة عن دورها التقليدي وفقدت مهمة التلقين المباشرة في العملية التعليمية, ثم سيطرة فكرة "توليد واكتساب المعارف, بدلا من فكرة التلقين". فلا حيلة أمامنا إلا البحث عن أدوار تتكامل في اتجاه الطفل الجديد للقرن الجديد الذي نعيشه.
بالتالي, فالوسائط الورقية وغير الورقية, تمارسها المؤسسات التالية: الأسرة – المدرسة- الحياة اليومية في المجتمع- المؤسسات الثقافية والإعلامية.. من خلال الوسائل: أندية ومراكز الثقافة- المتاحف والمعارض- المكتبات العامة والمدرسية- الرحلات والمعسكرات الترفيهية- التليفزيون والفيديو- الإذاعة والشرائط- المجلات والدوريات- الكتب المطبوعة- مسرح العرائس والمسرح البشرى- السينما.
منقول

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://fadelslimen.ahlamountada.com
 
دراسة عن أدب الأطفال
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
محمّد الفاضل سليمان :: منوعات :: مختارات من المنتديات-
انتقل الى: