حِمَايَةُ الْبِيئَة
تَعَالَوْا مَعِي أَيُّــهَا الأَصْدِقَاءْ *** نَشُدُّ الأَيَادِي صَبَاحًا مَسَاءْ
لِنَحْـمِيَ بِيئَــتَـــنَا الغَـالـــِيَـهْ *** وَنَنْفُضَ عَنْهَا غُبَارَ البَلَاءْ
نُــظَلِّّـلُ تُـــرْبَـتَـهَا بِالشَّــــجَـرْ *** وَنُبْعِدُ عَنْهَا الأَذَى وَ الضَّرَرْ
فَبِيـئَـتُنَا أَصْبَحَـتْ فِي خَــــطَرْ *** وَتَطْـهِـيرُهَا هُوَ خَيْــرُ دَوَاءْ
دُخَانُ المَصَانِعِ يُؤْذِي الأَنَــــامْ *** يُسَبِّّبُ شَتَّى ضُرُوبِ السُّقَامْ
وَسَيْلُ النِّّفَايَاتِ فِي كُلِّ عَـــــام ْ*** يُهَـّّدِدُ كَوْكَـبَنَا بِالـــــــفَـنَـاءْ
إِلَى الجدِّ هَيَّا نَشُدَّ الرِّحَـــــــالْ.**** وَبِالعِزِّ نَرْفَــــعُ تَاجَ الكَـمَالْ
فَتُرْبَتُـــنَا عُرِفَـتْ بِالجَمَـــــــالْ **** وَعَذْبِ المِيَاهِ وَطِيبِ الهَوَاءْ
بِيئَتُنَا فِي خَطَر
بِيـــــــــــــئَتُنَا حَيَــــــاتُنَا *** مِنْ خَيْرِهَــــا جَادَتْ لَـنَا
كَانَتْ لَنَا الْلأُمَّ الْحَـــنُوْنْ *** بِـــعَــــــطْـــفِهَا تَضُــمُّنَـا
**********
الآنَ قَــــــــــــــدْ تَلَوَّثَتْ *** عَــــنْهَا الطُّيُورُ هَاجَرَتْ
أزْهَارُهَا قَـــــــــدْ ذَبُلَتْ *** وَ الْمَاءُ أَمْسَى آَسِـــــــنًا
**********
النَّهْرُ بَاتَ عَـــــــــكِرًا *** وَ الصَّيْدُ أَضْحَى جَــــائِرًا
وَ النَّحْلُ ظَــــــلَّ حَائِرًا *** يَبْغِي مَكَــــــانًا آَمِـــــــنًا
**********
بِيئَتُنَا كَـــــنْزُ الْجَمِيـعْ *** مَا مِثْلُهَا شَيْءٌ رَفِـــــيعْ
فَلْنَتَّحِـدْ كَيْ لاَ تَــضِيــعْ *** حتّى نَـعـِــــيشَ فِي هَنَا
الفَرَاشَة والتّلوّث
كُنْـتُ دَوْمًا أَتَـجَــوَّلْ فِـي هَنَاءٍ مِـثْلَ بُلْبُلْ
كُـنْتُ أَلْـهُـو فِي رَخَاءٍ حَـوْلَ وَرْدٍ أَوْ قَرَنْفُلْ
كُنْـتُ أَمْتَصُّ رَحِيـقًـا صَافِيًا عَذْبًا مُعَسَّـلْ
لَـمْ أَكُنْ أَشْعُــرُ يَوْمًا بِدُوَارٍ قُرْبَ جَـدْوَلْ
غَـيْـرَ أَنَّ الآنَ آهَــا كُلُّ شَيْءٍ قَدْ تَغَــيَّرْ
فَـبَدَا الْمَـاءُ الـنَّـقِـيُّ شَاحِبَ اللَّوْنِ مُِـعَـكَّرْ
وَكَذَا الزَّهْـرُ الشَّــذِيُّ لَوْنُـهُ السِّـحْرِيُّ أَدْبَرْ
وَ رَحِـيقُ الآسِ أَمْـسَى طَعْمُهُ مُرٌّ كَـحَـنْضَلْ
أَنْـقِـذُونِي يَا صِـغَـارْ أَبْـعِـدُوا عَنِّي الْقَذَارَهْ
حَارِبُـوا التَّدْخِـينَ دَوْمًا حَـطِّمُوا كُلَّ سِـجَـارَهْ
وَانْشُرُوا الْبُسْتَانَ عِـطْرًا وَارْفَعُـوا تَاجَ النَّضَارَهْ
وََاسْلُكُــوا دَرْبَ النَّظَافَة فَهْيَ عُنْوَانُ الْحَـضَارَهْ
حَقِّـقُـوا رُوحَ التَّـآخِي كَيْ يَكُونَ الْعَيْـشُ أَفْضَلْ
شُــجَيْـرتي
شُجَيْرَتِي غَرَسْتُــــهَا فِي مَقْرَبٍ مِنْ مَــنْزِلِي
دَأَبْتُ فِي إرْوَائِــهَا صُبْحًا بِمَاءِ الجَـدْوَلِ
نَمَتْ وَأَمْسَى زَهْرُهَا أَشْـذَى مِنَ القَرَنْفُـلِ
حَطّتْ عَلَى أَغْصانِها أبْهَى طُيُورِالعَــنْدَلِ
عادَ أبِـي ذَاتَ مَسَاءْ بَعْدَ انْتِـهاءِ العَمَلِ
وَمَالَ توًّا نَــحوَهَا بِـفَـأْسِهِ وَالمِعْوَلِ
أرَادَ أَنْ يقْطَعَــهَا منْ جِذعِهَا فِي عَجَلِ
قُلْتُ لَهُ فِي حَيْـرَةٍ بِدَمْعَةٍ مِثْلَ الجَـمَرْ
شُجَيْرَتِي أُحِــبُّهَا مُؤْنِسَتِي مُنْذُ الصِّغَرْ
تُنْعِشُنِي بِـظِلِّهَـا تُزِيلُ عَنْ نَفْسِي الضّجَرْ
خيْراتُها كَــثِيرةٌ ثِمَارُهَا شَهْدٌ عَــطِرْ
صَديقَتي مُخْلِصَةٌ وَفِــيَّةٌ طُولَ العُـمُرْ
أُرِيدُ أَنْ أَحْـمِيَهَا مِنَ الذُّبُـولِ وَالخَطَـرْ
قَالَ أَبِي بِـلَهْجَـةٍ فيها شُجُـونٌ وَكَدَرْ
نَحْنُ مَعًا فِي حَاجَةٍ إلَى النَّبَاتِ وَالشّجَـرْ
فَهْيَ جَمَالٌ ونَقَـاءْ وَهْـيَ دَوَاءٌ لِلْبَشَـرْ
وَهْيَ لَنَا ضَـرَورَةٌ مِثْلَ الهَـوَاءِ وَالمَـطَرْ
وَإنّما فـِـي قَلـْعِهَا إفَــادَةٌ دُونَ ضَـرَرْ
فَالأَرْضُ أَمْسَتْ لاَتَفِي لِلسّاكِنِينَ مُسْتَـقَــرْ
لِكَثْرَةِ النّسْـلِ الّذِي عَـمَّ البَوَادِي وَالحَضَرْ
أَجَـبْتُه فِي حَسْرَةٍ بِدَمْعَةٍ مِثْلَ الجَـمَــرْ
شُجَيْرَتِي مَا مِثْلُهَا أبَهـى القُصُورٍ وَالدُّرَرْ
لاَ أَرْتَضِي لَهَا بَدِيلْ فِي أَرْضِنَا أَوْ فِي القَـمَرْ
محمد الفاضل سليمان