أبصر شادي باقة زهر بهيّة المنظر تنشر عطرها الفاتن في الرّياض الباسمة النّديّة فراق له منظرها وراح يتغنّى بجمالها البهيّ
يا باقــــــــــــــة الزّهر *** يـــــــــــــا درّة البستان
يا واحة العـــــــــــطر *** يا نفــــــــــحة الوجدان
جمالك السّــــــــحريّ *** قد أنعــــــــش الوجدان
سرّت الباقة بهذا الإطراء الجميل وقالت له في رقّة وتودّد : "شكرا لك أيّها الصّديق على شعورك النّبيل نحوي وأرجو منك أن تحافظ على حياتي لأمتّعك بالرّوائح الشّذيّة والنسائم الطيّبة " فأجابها الطفل بكلّ براءة:" لا تخشيْ يا باقتي الفاتنة العزيزة أنت تعيشين هنا في وحدة غريبة ووحشة رهيبة ، سأحملك معي إلى منزلي وسأحيطك بالعناية الفائقة وسأمدّك بالماء النّمير والغذاء الوفير ولاتخافي من لفح السّعير والمطر الغزير" ثمّ قطفها ووضعها في زهريّته وراح يتغنّى ببهائها النّضير:
وضعت في زهريّتي *** بعض الورود الفاتنة
زنبقة جميـــــــــــــلة *** ووردة وســـــــوسنة
النّور يرنو باسما *** لها في الصّبح والمساء
والماء في أرجائها *** تمتصّ منه ما تشاء
والطّير بشدو حولها *** مردّدا لحن السّماء
***********
ولكن رغم شغفه بباقته وشدّة اهتمامه بها فقد لاحظ بعد أيّام ذبولا في بتلاتها وشحوبا في لونها فخاطبها متحسّرا :
يا باقـــــــــة الزّهر *** مــــــــذا دهاك الآن
تبدين في الفجــــــر *** ذابلة الأغـــــــصان
حيّرت لي أمـــري *** يا زينة الأكــــــوان
فأجاته الباقة في ألم وانكسار
قد كنت في الحقل *** أعــــــــيش في أمـان
أرنو إلى النّــــحل *** أُصغي إلى الألحــان
استنشق الآقــــاح *** والنّرجس الفــــــتّان
لكن سُجــنت الآن *** في قــــبضة الإنسان
آه عــــــلى نفسي *** من دورة الزّمــــــان
شعرشادي بالحسرة والنّدم لذبول باقة الزهر الفاتنة وتعلّم أنّ المكان الحقيقي للأقا حي والورود والسوسن والنرجس هو الرّياض والبساتين أمّا لزّهريات مهما كانت زينتها أو أشكالها فهي سجن للنباتات الزهرية وقبور لباقات الورد
الأنشودة الاولى
الطفل قبل قطف الباقة
يا باقــــــــــــــة الزّهر *** يـــــــــــــا درّة البستان
يا واحة العـــــــــــطر *** يا نفــــــــــحة الوجدان
جمالك السّــــــــحريّ *** قد أنعــــــــش الوجدان
الطفل بعد قطف الباقة
يا باقـــــــــة الــــزّهر *** مـــــــــــــذا دهاك الآن
تبدين في الفــــجــــــر *** ذابــــــلة الأغـــــــصان
حيّرت لي أمـــــــري *** يا زيـــــنة الأكـــــــوان
باقــــــــــــــة الزّهر
قد كنت في الحقـــــل *** أعــــــــيش في أمــــان
أرنو إلى النّــــحـــــل *** أصغي إلى الألحــــــان
استنشـــــق الآقــــاح *** والنّـــــرجس الفــــــتّان
لكن سجــنــــــت الآن *** في قـــــبـــضة الإنسان
آه عــــــلى نفـــــــسي *** من دورة الزّمـــــــــــان
محمد الفاضل سليمان
الانشودة الثّانية
وضعت في زهريّتي
وضعت في زهريّتي *** بعض الورود الفاتنة
زنبقة جميـــــــــــــلة *** ووردة وســـــــوسنة
**********
النّور يرنو باسما *** لها في الصّبح والمساء
والماء في أرجائها *** يمتصّ منها ما يشاء
والطّير بشدوحولها *** مردّدا لحن السّماء
***********
نمت وفاح طيبها *** بالعطر غذّت مهجتي
لكنّها ما فتئت *** أن ذبلت يا حسرتي
لسان حالها يقول ***سلبتني حرّيتي
تأليف محمد الفاضل سليمان تلحين عبد المجيد الوكيل
الخميس 20 سبتمبر - 14:08