عادل الهمامي

عادل الهمامي
ولد في تونس سنة 1973 .يشتغل في الحقل الصحفي حيث يشرف على بعض الملاحق الثقافية مؤسس و مدير دار الامتياز للنشر و التوزيع .

عضو المؤسسة التونسية لحماية حقوق المؤلفين

عضو اتحاد الكتاب منذ سنة 2000 .

صدر له:

ــ كل البحار ذاكرتي ( شعر) ط1 دار الخدمات العامة للنشر تونس 1999 .

ط 2 دار الامتياز للنشر و التوزيع2003 .

ــ الرجوع الى زمن الحب ( شعر) ط1 دار الامتياز للنشر و التوزيع 2001 .

ط 2 دار الامتياز للنشر و التوزيع 2004 .

ــ عاشق ترشيش ( شعر ) دار الامتياز للنشر و التوزيع 2003 .

ــ بستان الأناشيد ( شعر للأطفال ) دار الامتياز للنشر و التوزيع 2003 .

ــ أنا افهم الورد ( نثر ) دار الامتياز للنشر و التوزيع 2003 .

ــ جراح القدس في وجهي ( شعر) دار الامتياز للنش و التوزيع 2004
Poster un Commentaire

******************************************************************************************
بستان الأناشيد هو آخر إصدارات الشاعر التونسي المبدع عادل الهمّامي فقد صدر هذا الديوان في طبعته الثانية في مستهل هذا العام 2009 م وهذا الديوان خاص بشعر الأطفال وصدر عن دار الامتياز للنشر والتوزيع.
واحتوى على 27 قصيدة ونشيد تمس اهتمامات الحياة القريبة من الطفولة والمؤسسة لإنسان سوي سليم عاشق للحياة والوطن ومحتفيا بالجمال والبراءة والصدق متخذا من الأشياء القريبة من الطفل والملاصقة لمراحل تطوره منذ الولادة والرضاعة والحبو ودخول الروضة والمدرسة موضوعا يقدمه شعريا بلغة بسيطة عذبة تشعر وكأن من أبدعها هو الطفل نفسه وليس شاعرا متمرسا له صولات وجولات في نظم الشعر وقرضه والجميل في هذا الديوان هو تناول الشاعر للكثير من الهموم القومية والحياتية الراهنة وإشراك الطفل فيها لأن طفل اليوم غير طفل الأمس فطفل اليوم مجبر على أن يرى عبر الفضائيات ما يجري في العالم من جرائم ومذابح ورؤية الحروق والدماء عبر نشرات الأخبار والأفلام أصبح مألوفا لديه وكثير ما يسأل الطفل والديه ويسمع أيضا ما يصاحب هذه الصور من تعليقات للمذيعين وشكاوى حية تبثها الفضائيات على لسان الضحايا وقد توقفت كثيرا أمام عدة أناشد أنشدها هذا الشاعر في متن ديوانه هذا … أناشيد أنشدها أطفال صغار بإحساس هو مزيج من الألم والثورة والصدق والبراءة والإدانة لهذه الجرائم التي ترتكب تحت مسميات سياسية وعرقية واقتصادية وغيرها من هذه الأناشيد نشيد بعنوان اسمعونا يخاطب فيه الأطفال غزاة القدس الشريف .. يخاطبونهم ليس عبر الأمم المتحدة التي لا يحترم قراراتها الأقوياء ولا عبر لغة العنف أو النار أو السياسة ولكن عبر اللغة العالمية .. لغة الحياة .. لغة الطفولة .. لغة الموسيقا والأناشيد الأقرب إلى العقل والصدق والسلام .. تقول الأنشودة :
اسمعونا اسمعونا ………. نحن أطفال صغار
اسمعونا اسمعونا ………. واوقفوا هذا الدمار
فحرام وغريب ………… أن نرى الطفل جريحا
وحرام وغريب ……….. أن نرى الورد طريحا
يا غزاة القدس كفوا ….. عن ملاقاة الجراح
يا طغاة الأرض كفوا ….. ليس للطفل سلاح
أي ذنب يا إلهي …… للرضيع كي يموت
بالرصاصات وقصف ….هدّم كل البيوت
اسمعونا اسمعونا ….. نحن أطفال صغار
اسمعونا اسمعونا …… واوقفوا هذا الدمار
وتتعدد قصائد الديوان مضيئة نورها على مواضيع كثيرة تهم الطفولة وتؤسس لإنسان سوي من النواحي جميعها فنقرأ في الديوان قصائد تمجد الكتاب والعمل والوطن و حب الوالدين وجمال الطبيعة من فصول أربعة وأشجار وعصافير وفراشات وقصائد عديدة تدعو للصدق والأخلاق الحميدة ولم تكن القصائد تدعو لهذه القيم الحياتية بأسلوب فج مباشر تقريري إنما تدعو لها بلغة الشعر والجمال وبكلمات قريبة من لغة الشاعر أبي القاسم الشابي ولا نقصد هنا تقليد الهمامي للشابي أو تأثره به ولكن أقصد تلك النفحة الإنسانية المحتفية بالطبيعة التي نحسها ونحن نقرأ أناشيد الحياة والحرية للشاعر الكبير أبي القاسم الشابي .
لم يخلُ هذا الديوان من قصائد مرحة يحبها الأطفال لارتباطها بحيوانات أليفة تعيش مع الطفل في البيت والشارع مثل القطة والنملة والفراشة والعصفور مثل قصيدة : عندي قطوسة محلاها التي تقول :
عندي قطوسة محلاها …. نفهمها كي تقول ” ميوْ ”
سبحانو ربي اللي عطاها … شعر حرير ووجه حلوْ
أو قصيدة عصافيري :
عصافيري أناديها …… فتأتي كي أحاكيها
وعند الفجر أحميها ….. وعن الصقيع أخفيها
عصافيري تناديني ….. أناديها فتأتيني
أمد الماء في الحين … فأسقيها وأرويها
عصافيري كإنشادي … تجوب الحقل والوادي
وتأتي عند أعيادي …. تريد الحب أعطيها
والملاحظ في لغة هذا الديوان انه لم يعتمد على اللغة العربية القحة في معظم قصائده والمعتمدة على النحو والصرف إنما ارتكن في عدة قصائد إلى اللهجة المحلية المألوفة وغير المنغلقة على القارئ العربي واعتماد الديوان الكلي كان على الإيقاع والموسيقا البسيطة العذبة التي يحبها الأطفال لسهولة ترديدها وحفظها من أول مرة .. لقد تنوعت قصائد هذا الديوان لتتغنى بمثل وقيم وألعاب ومناشط عدة وتوزع أغانيها على كل ما يحيط بالطفل من أشياء يستخدمها وتؤثر في حياته اليومية مركزا على الأهم فيها مثل الكتب والذي خصه بنص جميل يقول فيه :
يا كتابي يا صديقي ……. أنت في الدرب رفيقي
أنت بدر ، أنت فجر ……. أنت نور في طريقي
يا كتابي يا صديقي
يا ملاذ للجميع …. يا جمالا كالربيع
لونك الزاهي البديع …. ساحر يذكي بريقي
يا كتابي يا صديقي
يا كتابا في المعالي …. يا صديقا في الليالي
دائما أنت ببالي … دائما أنت صديقي
يا كتابي يا صديقي
والجدير بالذكر أن الشاعر عادل التمامي شاعر تونسي شاب من مواليد 1973 م يعمل الآن صحفيا بجريدة الصريح التونسية وله مساهمات مهمة عدة في الصحف العربية والتونسية وأشرف سابقا على عدة أقسام أدبية بالصحف وله إصدارات عديدة منها :
كل البحار ذاكرتي – شعر –
الرجوع إلى زمن الحب – شعر –
أنا أفهم الورد – نثر –
جراح القدس في وجهي – شعر –
وغيرها من الكتب والدواوين
وهو من الشعراء الذين لهم هم أدبي ووطني وقومي وشعره لصيق بالحياة وهمومها ومرآة عاكسة لما تعانيه هذه الدنيا من آلام وجودية وواقعية يعاني منها الإنسان على المدى القريب والبعيد .
تبقى ملاحظة وتنبيه يجب أن نذكرها عبر تقديم هذا الديوان للقراء وحفظا للحقوق الأدبية المشروعة لمؤلفه ولدار نشره وهو أن هذا الديوان يمكن تدريس قصائده واتخاذها كمحفوظات للأطفال باستثناء ذلك فإنه يمنع منعا باتا استغلاله بأية صفة أخرى دون ترخيص كتابي من المؤلف أو الناشر .
صالح سويسي