قصة قصيرة للأطفال: ( الغيمة والثلج )

الغيمة والثلج

جاسم محمد صالح
gassim2008@gmail.com

رغبت الغيمة الدافئة بالتجول… لهذا فإنها حلقت عالياً…. وعالياً ، وهنالك عند قمة جبلٍ عالٍ مغطى بالثلوج توقفت عن الحركة , نظر الثلج إليها بعد أن تململ في مكانه وصرخ بصوتٍ عالٍ:
- ابتعدي عني أيتها الغيمة الدافئة لا أريد أن أذوب وأن أسيل إلى الوادي العميق…أنني لا أحب ذلك.
انتبهت الغيمة الدافئة إلى صراخ الثلج وتوسلاته, لكنها لم تفعل شيئاً يثير غضبه, وحينما سألته عن سبب صراخه أجابها على الفور:
-أحب أن أبقى متماسكاً في شكلي هذا, إن حرارتك تؤلمني ، أرجوك ابتعدي عني.
ضحكت الغيمة الدافئة كثيراً وهي تستمع إلى الثلج , لكنها في الوقت نفسه كانت تنظر بفرح وبهجة إلى السهول البعيدة , فسألت الثلج مرة أخرى:
-أما اشتقت يا صديقي إلى الحقول والزهور الملونة ؟… والى الأطفال وهم يلعبون؟…والى الفراشات وهي تطير فرحة من زهرة إلى أخرى؟ .
قالت الغيمة الدافئة ذلك وهي تقترب بهدوء من الثلج , لكن الثلج هذه المرة لم يستطع أن يقول شيئاً , وبقي في حيرة كبيرة ، وقتها بدأت الغيمة تقترب منه أكثر وهي تقول:
-حينما يأتي الربيع يا صديقي ستترك هذا المكان الممل وستتجول بين الوديان والحقول وربما ستصير بركة ماء تطفو عليها زوارق ملونة مصنوعة من الورق اللامع, زوارق يلعب بها الأطفال وستمتلئ أعماقك بالأسماك الملونة … وإذا اشتاقت نفسك لرؤية الجبل مرة أخرى فسأصطحبك إليه كل عام.
واقتربت منه كثيراً وكان مطراً دافئاً, وأخذ الثلج يذوب ويسيل نحو الوادي.

أشكر لكم قبولي في منتداكم ولقد جذبني الأسلوب الأدبي الجميل الذي تتميزون به، وفّقكم الله في مسعاكم، وشكرًا لكم مرة ثانية...

شكرا لكم على تسجيلكم بمنتدى أدب الطفل وأرجو أن تكون عضوا فاعلا بمنتداكم لتفيدوا فلذات أكبادنا بما ترونه صالحا لهم
محمد الفاضل سليمان