الكتابة الإذاعية للأطفال
"أن الطفل فطرة نقية صافية وتربة خصبة، وأن صورة مجتمع الغد إنما تُلمح من خلال طفل اليوم، ولذا فعليه أن يولي برامج الأطفال التوجيهية والتثقيفية والترفيهية ما تستحق من جهد واهتمام، ويقيم هذه البرامج على أسس تربوية علمية مدروسة، ويعهد بها إلى ذوي الاختصاص الدقيق في هذا المجال".
ولا شك أن هذه السياسة قد جسدت بشكل واضح أهمية الطفل، وبأن صورة المستقبل إنما تتحدد من خلال طفل اليوم. وقد اهتمت المملكة العربية السعودية من خلال وزارة الإعلام ببرامج الأطفال بمختلف ألوانها، وعهدت بالكتابة إلى المهتمين والمختصين في مجال الكتابة للأطفال.
وهناك من يتساءل عن الفرق بين الكتابة الإذاعية والتلفزيونية للأطفال.
ولا شك أن الفرق بينهما يتركز فقط في جاذبية البرامج التلفزيونية ووجود الصورة والحركة، أما البرامج الإذاعية فتحتاج إلى مزيد من التخيل، وقدرة أكبر على التعبير الواضح.
ومع ذلك فإن الإذاعة لم تفقد مكانتها كمصدر من مصادر توعية وتثقيف الأطفال.
أما أهم معوقات الإنتاج لبرامج الأطفال في الإذاعة والتلفزيون فتتلخص فيما يلي:
1ـ قلة الكتّاب المتخصصين في الإعداد الإذاعي لبرامج الأطفال. حيث تتطلب الكتابة للأطفال سواء للإذاعة أو التلفزيون أو الصحافة إلى قدرة الكاتب على معالجة الموضوع من وجهة نظر الطفل وتوضيح الأفكار بصورة سهلة مع إرشاد وتوعية الطفل وتثقيفه ورفع مستواه الفكري.
2ـ أن كثيراً من البرامج الموجهة للأطفال هي تقليد لبرامج أُنتجت في دول أخرى تختلف في البيئة والتقاليد العربية والإسلامية.
3ـ أن بعض برامج الأطفال ذات أسلوب مباشر تسعى إلى التلقين وحشو ذهن الطفل بالمعلومات.
4ـ بعض البرامج الموجهة للأطفال في الإذاعة والتلفزيون تفتقد إلى التشويق والتفاعل بين مقدم البرامج والأطفال.
ويشير المجلس العربي للطفولة والتنمية في العقد الأخير من القرن العشرين إلى أن الأطفال دون سن الخامسة عشرة يمثلون حوالي 45% من إجمالي عدد السكان في الدول العربية. وهذا يعني أن الأطفال يشكلون نسبة كبيرة من السكان الذين توجّه إليهم برامج الإذاعة والتلفزيون، مما يتطلب مزيداً من الجهود لتوعية وتثقيف هذه الفئة المهمة من السكان.
احمد المهندس