""الثعلب والديك""
بـرز الثـعــلــب يـــومــاً .:. فــي شــعـار الواعطينا
فمشى فى الارض يهذي .:. ويــــســـب المـاكريــنا
ويـقـول : الــحـمـد للــــ .:. ــــه إلـــه الـعـالـمـيــن
يـــــاعـبـاد الله تـوبــــوا .:. وفـهـو كهف التـائـبـينـا
وازهدوا في الطير إن الـ .:. ــعيـش عيش الزاهدينـا
واطـلـبـو الـديــك يــؤذن .:. لصـلاة الــصـــبح فـيـنا
فأتى الــديــك رســــــولٌ .:. مــن إمــام الـنـاسـكـينا
عـرض الامـر عــلـيـــه .:. وهـــو يرجـو ان يـــلينا
فـأجـاب الـديـكُ :عــذراً .:. يــاأضــل الـــمـهـتـديـنا!
بـلغ الـثعـلـب و عـني .:. عن جدودي الــصالحـينا
عـن ذوي الـتيجان ممن .:. دخـل الــــبـطـن الـلــعينا
انــهم قـالوا وخـير الــــ .:. ــقول قــول الــــعـارفينا:
((مـخـطى من ظن يوما .:. ان لـلـثـــعـلـب ديــنــــا))
((الجمل والثعلب))
كان على بعض الدُّروبِ جمل .:. حَـــمًّلهُ المالـكُ ما لا يُـحمــلُ
فـقـال يـا للـنـَّحس و الــشـقاءِ! .:. إن طــال هذا لم يـطل بقائــي
لــم تـحمل الجـبالُ مـثل حملي .:. اظــن مــولاي يـــريـد قـتــلي
فــجــاءه الــثـعـلـب من امامه .:. وكان نال الـقــصد من كلامـه
فـقـال: مـهلا يا أخـا الأحـمالِ .:. ويـا طـويل الـباع في الجـمـال
فـأنـت خـيـر مـن أخـيك حال .:. لأنـنــي أتـعــب مـنـــك بـــالا
كــأن قــُدامـي الــــف ديــــك .:. يــسـألني عـن دمها السفــوكِ
كـأن خـلـفي ألـف ألـف ارنب .:. إذا نـهـضــت جـاذبتني ذنبـي
ورُبَّ أ ُمٍّ جـئـتُ فـي مـنـاخها .:. فـَجـهـتـُها بالفتك في أفراخهـا
يـبـعـثـنـي مـن مـرقـدي بكاها .:. وأَفـتـح الـعـين على شكواهــا
وقـد عـرفــتَ خـافـيَ الأحمال .:. فـاصـبـِر , وقل لأُم’ الجمِـال:
لـيـس بـحـمـلٍ مـا يـَمَلُّ الظهر .:. ما الحمل إلا ما يعاني الصدر
أحمد شوقي