بئس المصير
الأُسد تأكل صيدها
والذئب يأكل ما يصيد،
والضبع يأكل ما يُصاد ولا يَصيد،
والناس تأكل بعضها
كل يُصاد بأرضنا كل يصيد.
والريم قد سلخ الرجال جلودها،
والظبي والخشفان في لمح ومخمصة تغيب.
كم من عواء كان يقطع ليلنا.
أضحى العواء روايةً، تاريخ.
أين الطيور غناؤها وهديلها؟
أين العنادل دأبها التغريد؟
أين اليمام وساحه في بيتنا؟
أين الهداهد؟ أقبلت بلقيس!
والنمر والجاموس والزرد المخطط
قد غدت أسطورة، تاريخ.
(والوَرد عند بحيرة قد أمّها
ملأ الفرات زئيره والنيل.)
أين الحباري؟ غادرت لا رجعة
بئس المصير لصائد عربيد.
وإذا دمشق ظللتك غيومها،
كان السعود مهاجر ومقيم.
وإذا دمشق أظلمت بسمائها،
فهو التلوث مزمن ويزيد.
كم من خريف لا يَرى سعد أباه
ولا يُرى أبو سعد يطير.
يا نسر جلِق لم تعد أبداً تُرى بسمائها،
يا طرة والنقش فضي له توظيف.
يا أيها النسر الدمشقي اختفى!
هل تذكروه؟
فوق مئذنة العروس يحوم.
هل تذكرون فراشها وسناجباً، حجلانها والورور.
أين البواشق؟ لا عدمت غدوها!
لهفي عليها والصقور قليل.
أين البوازي والشياهين التي
أضحت تطارد والرماة كثير؟
تباً لأجداد الفرنجة قرروا
قتل النعام تلذذوا بشوائه وتنعموا.
ذبحوا المها والريم لم يبقوا بها
صحراء بادية الشآم وليف.
وإذا دسسنا كالنعام رؤوسنا
في الرمل كان مصيرنا التهتيك.
والنمس فر من الزمان ولم يعد
وتحولت بعض الأناس نموس.
والنيص في الجولان
كان مباهياً بسهامه،
أضحت مرابعه
لأبناء القرود مبيت.
و الوشق في الجولان في أحراشها
قتلت وأضحت دورها للغاصبين قصور.
يا قوم هبوا دشنوا جسر الحماية بيئة
هي أرضنا، هي زينة خلقت لنا، هي عرضنا،
نحمي حماها، جوُها، براً وبحراً
والنماء ربيب.
عبدالرؤوف عدوان