محمّد الفاضل سليمان
بسم الله الرحمان الرحيم
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول
سنتشرف بتسجيلك
إدارة المنتدي
شكرا


محمّد الفاضل سليمان
بسم الله الرحمان الرحيم
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول
سنتشرف بتسجيلك
إدارة المنتدي
شكرا


محمّد الفاضل سليمان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

محمّد الفاضل سليمان

عالم الطفل ، شعر، قصّة ، مسرح ، أناشيد ، علوم للأطفال ، معارف ، سيرة ذاتية للأديب محمد الفاضل سليمان
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 صفاقس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد الفاضل سليمان
Admin
محمد الفاضل سليمان


عدد المساهمات : 1293
تاريخ التسجيل : 12/03/2008
العمر : 73
الموقع : https://fadelslimen.ahlamountada.com

صفاقس Empty
مُساهمةموضوع: صفاقس   صفاقس Icon_minitimeالأحد 28 نوفمبر - 22:32

صفاقس

كانت مدينة صفاقس في أول أمرها محرساً من المحارس على طرف المجر البحر يضم برجاً مرتفعاً بعض الشيء ويقيم بجواره أناس يهتمون بصيد الأسماك ويعقدون في يوم الجمعة سوقاً يجتمع فيه أهل القرى المجاورة مما حدا بهم إلى احداث فندق لحفظ دواب بالواردين وأمتعتهم واحداث مرسى للقادمين من البحر كأهل قابس وحربة وطرابلس وقد تتابع الناس على البناء في تلك البقعة وتكاثروا حتى كان زمن أحمد بن الاغلب وكان له اعتناء بأفعال الخيرات وانشاء الحصون. فأمر ببناء سور على تلك المساكن والفنادق والسوق وذلك عام 245هـ.
صفاقس SAFAKS1
ومن المفيد أن نذكر أن الذي عهد إليه أحمد بن الاغلب ببناء السواري انما هو علي بن سلم ولد سحنون بن سعيد رضي الله عنه الإمام الكبير صاحب مالك وتلميذه وناشر مذهبه في المغرب من الصناع وقد ولى سحنون ولده قضاء صفاقس وسائر الساحل وكان قد بنى جامع صفاقس وسورها بالطين وبنى فيها المحرس الجديد. وكان يعدل في أحكامه وكانت له دنيا عريضة ومنازل كثيرة. وقد كتب إليه سحنون مرة إنه بلغني أن قبلك قوماً ينكرون المنكر بأنكر منه، فازجرهم عن ذلك والسلام.
وقد رمم السور مراراً واستبدل بالطين الحجر والجير حيث كانت له أوقاف ورباع ووكيل يتعهده وينفق عليه.
ومع نشأة مدينة صفاقس بني الجامع الأعظم فيها بناء محكماً وموسعاً ورصدت له الأوقاف الكثيرة الدارة ودام كذلك فترة من الزمن حتى تطاولت الأيام وكثرت الفتن اهمل فترة من الزمن ثم اعيد بناؤه واستعيدت اوقافه وانتدب أكبر المعلمين لذلك وهما سعيد القطي وطاهر المنيف فأكملا بناءه على تقوى من الله ورضوان وذلك عام 1170هـ في عام 1188هـ زيد فيه ايضا زيادة أخرى بضم الميضأة وبعض الحوانيت الملاصقة للجهة الشرقية وفتحو فيها خمسة أبواب بهور وجعلوا عليها مصارع منقوشة بأبدع نقش وأجمله فقد كان المسجد مفخرة لصفاقس: يقول الشاعر:
ته يا صفاقس وافتخر طول المدى
عجباً بمسجدك العديم مثاله
سيما بمحراب تكامل حسنه
ويزيد في نظر اللبيب جلاله
ولأن أرض صفاقس سبخة والمياه العذبة في الآبار بعيدة مما كان يهدد المدينة بالعطش والخراب فقد أمر الناصر بن يعقوب الموحدي ببناء مصانع أي خزانات لطيفة خارج البلد من شمالها عدة تلك المصانع بقدر أيام السنة: ثلاثمائة وخمسة وستون وقال: يكفيهم كل ليلة ما جل فبقيت على ذلك مدة وسماها أهل البلد المواجل الناصرية وقد جددها محمد باي بن مراد وجعل عليها سورا محيطاً بها من جميع جهاتها وجعل عليها باباً يتوصل منه لدخولها حتى إذا حكم صفاقس علي باي بن حسين باي أمر قائده بكار بن علي بن فرحات الجلولي أن يحفر فسقية (أي بركة) عظيمة على ميل من المدينة من الجهة الغربية يجتمع فيها ماء الأودية والأمطار لتكون عوناً للبلد وجعل غلة الزيتون البري في غابة صفاقس الذي لا مالك له مصروفاً على هذا المشروع فلما أدرك أصحاب الأموال نفع تلك البركة العظيمة جمعوا من أموالهم ما حفروا به صهريجاً عظيماً ملاصقاً حتى إذا جاء السيل دفع الحاجز بين البركتين لتصحبا بركة واحدة تفوق الوصف حسناً واتساعا وفأل خير يقول محمود مقديش في كتابه نزهة الأنظار: ويوم امتلائها عندهم عيد كما عند مصر يوم جرى النيل.
صفاقس SAFAKS2
ويقول: وكيفية وضع هذه الفسقية أن شكلها مربع مستطيل وبجانبها من ناحية الشمال فسقية صغرى ينزل الماء إليها أولاً بما احتمل من زبد وغثاء وبعد ركوده بعض ركود ينزل الماء من الصغرى للكبرى من طيقان ويبقى الزبد والغثاء في الصغرى وطول الكبرى من المشرق إلى المغرب مائة وخمسة عشر ذراعاً وعرضها من الشمال إلى الجنوب مائة ذراع إلا ذراعاً وعمقها الحامل للماء سبعة أذرع وطول الصغرى كالكبرى مائة وخمسة عشر وعرضها أحد وثلاثون ذراعاً وعمقها أربعة أذرع إلا ربع. ثم أمر السلطان بعد الفراغ منها ببناء فندق كبير يكون وقفاً تصرف غلاته في مصالحها.
واشتهرت صفاقس بالربض القبلي الذي أنشأه بإذن من السلطان علي باي بن حسين الناس رغبة في فعل الخير وقد تبرع أحد التجار الصلحاء فبنى فيه المسجد المشهور بالربض في طريق البحر ورتب له ما يحتاجه من إمام ومؤذنين وقراء وحفظة وبنى له ميضأة وصهريجا وجعل له أوقافاً دارة.
ونظراً لوقوع صفاقس على طرف البحر فإن في بحر صفاقس الصوف المسمى صوف البحر الذي يعمل منه الثياب الرفيعة الملوكية وهذا الصوف ينبت على الحجارة في أقاصير البحر. قال ابن سعيد: يغوض الغواصون في البحر فيخرجون كمائم شبيهة بالبصل بأعناقٍ، في أعلاها زويرة، فتنشر في الشمس، فتنفتح تلك الكمائم عن وبر فيمشط ويؤخذ صوفه ويغزل تم تنسج منه الثياب وخيوطه اشبه بالحرير والنسيج المصنوع من هذا الصوف يكون عند رؤية العين بألوان الأخضر والأسود والأحمر.
وذكر التجاني انه ربما وجد في بحر صفاقس صرف يشتمل على لؤلؤ صغير الحب.

وقد امتدح صفاقس كثير من الشعراء مثل علي بن حبيب التنوخي الذي قال فيها وفي مصلاها وساحلها ومصنعها:
سقياً لأرض صفاقس ذات المصانع والمصلى
وكأنه والبحر يجزر تارة عنه ويملا
صب يريد زيارة فإذا رأى الرقباء ولى.
صفاقس SAFAKS3
وقد عانت صفاقس كثيراً من غارات الجزيرة المجاورة مالطة لما كانت تحت سلطة فرنسا يوصف الاورشليمي أول الأمر إلا ان أهلها جمعوا رأيهم وحزموا أمرهم وأنشأوا صناعة للسفن لرد عدوانهم ولحماية أرزاقهم ولممارسة التجارة في البحر والتنقل فيه ولعل في الخرائط البحرية التي أنشأها بعض أفراد أسرة الشرفي الصفاقسية خلال القرن السادس عشر أكبر دليل على رقي وتقدم الصناعة البحرية.
وعادتهم أنهم متى أحسوا بالخطر ضربوا طبلاً على سور البلد فوق البحر فيتسارع الناس لاجراء السفن واظهار السلاح وأخذ الأهبة للقاء العدو.

وقد وقعت في صفاقس صدامات ليس مع أهل مالطة فقط بل مع جماعات من البندقية كثيراً ما راودتهم أنفسهم للاستيلاء على ذلك المرفأ المهم فكان المسلمون يدفعونهم عنه بكل جهد ممكن وتطاول ذلك فيما بينهم حتى وقع ملك البندقية اتفاقية مع أمير صفاقس حموده باث عام 1206هـ يوجب على البندقية دفع أربعين ألف محبوب إلى صفاقس كتعويض ودفع هدايا ثمينة لوالي صفاقس.

ولا يسع المرء أن يغفل جانباً مهماً من مآثر تلك المدينة العظيمة التي نسب إليها ثلة كبيرة من العلماء العظام فمن مشايخ صفاقس عبدالواحد ابن التين شارح البخاري وشرحه مع عناية بالفقة معروف برشاقته العبارة ولطف الإشارة، ومن مشايخها أبو عبدالله محمد بن أحمد الأنصاري المشهور بالصفار الفقيه المحدث اختصر اكمال القاضي عياض وتولى الخطابة في الجامع بصفاقس. ومنهم ابراهيم بن محمد الصفاقسي نزيل مصر صاحب اعراب بالقرآن كان غاية في التفسير والعربية قال الجلال السيوفي في حواشي البيضاوي أكثر الإمام أبو حيان في بحره من مناقشة الزمخشري في الاعراب بالاضراب وتلاه تلميذاه الشهاب أحمد بن يوسف الحلبي المشهور بالسمين. والبرهان ابراهيم بن محمد الصفاقسي في اعرابيهما ثم قد يوافقانه وقد يتبعانه بالجواب ويقرران الذي قاله الزمخشري هو الصواب.

ومنهم الشيخ أبو الحسن علي النوري وكان عالماً بالحديث والفقه والتفسير والقرءات والتصوف. الف كتاباً حافلاً في اختلاف القراء سماه غيث النفع وكتاباً في التجويد سماه تنبيه الغافلين وألف عقيدة في التوحيد وفي قواعد الإسلام وله في الميقات رسالة اسمها انقاذ الرِحلة في معرفة الأوقات والقبلة، ومنهم الشيخ رمضان أبو عصيره الفقيه المحدث المتكلم الواعظ صاحب القراءات ومنهم صفاقس الشيخ أبو عبدالله محمد كمون ومنهم الشيخ ابراهيم الخراط كان من أجل فقهاء صفاقس وشعرائها المجيدين. ولعل أفضل المتأخرين من علماء صفاقس وأكثرهم ذكراً الشيخ أبو الحسن علي الأومى الذي برع في علوم عدة شرعية وعقلية واستفاد منه خلائق كثيرون وكن نصوحاً عفيفاً بعيداً عن أبواب السلاطين لا يقرىء تلاميذه إلا بتحقيق ودقة متناهية وتتبع للمسائل فريد. طلبه أهل صفاقس للقضاء فأبى رغم الحاح الناس كافة عليه فما كان منهم إلا أن الزموه بالتدريس في جامع صفاقس الكبير فقبل التدريس إلا أنه رفض أخذ شيء من المرتب عليه.
صفاقس SAFAKS4


هكذا كانت صفاقس بلدة انشأها المسلمون وجعلوها ثغراً للجهاد ورباطاً للحراسة ومدرسة للعلم. وسوقاً للتجارة ومزارع للغلال. يقول ياقوت الحموي فيها: مدينة من نواحي أفريقية جل غلاتها الزيتون وهي على البحر ذات سور وبها أسواق كثيرة ومساجد وجامع وفيها حمامات وفنادق وثرايا كثيرة وقصور جمة ورباطات على البحر منائر يرقى إليها في مائة وستين درجة في محرس يقال له: بطريه. ومن زيتها يحتار أهل المغرب وكان يحمل إلى مصر وصقلية والروم يقصدها التجار من الآفاق بالأموال لابتياع الزيت وعمل أهلها القصارة والكمادة مثل أهل الاسكندرية وأجود. ينسب إليها أبو حفص عربه محمد بن ابراهيم البكري السفاقسي المتكلم.
الشيخ/ عبد الله نجيب سالم
منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://fadelslimen.ahlamountada.com
 
صفاقس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
محمّد الفاضل سليمان :: ثقافة الطفل :: وطني الغالي-
انتقل الى: