علي بن عثمان: هو علي بن محمد بن احمد بن محمد بن سالم بن محمد الزّرعي القرقني أصلا الصّفاقسي مولدا ونشأة
كان مولده حوالي 1837 تقريبا وجزيرة قرقنة منبت آبائه وأجداده إذ هو يتفرّع عن أولاد قاسم .
كان ٍعلي بن عثمان في أوّل حياته بحارا ثم انخرط بسلك الجنديّة البحريّة فتحصّل على رتبة (آلاي أمين )وهي المعبّر عنها بقبطان بحر , وتولّى قيادة السّفن وسمّي قبل الاحتلال الفرنسي لتونس رئيسا لمرسى صفاقس , ثم أولاه الباي عاملا(واليا) على أحواز تونس ثم استعفى من الوظيفة وانخرط بسلك تلاميذ جامع الزّيتونة ورغم علوّ سنّه نال حظّا من كل العلوم جعله يهتمّ بالعلوم الفلكيّة و فنّ الرّوزنامة ففي سنة 1898 أصدر روزنامة فلكيّة سمّاها ’الرّشديّة في موافقة الأشهر القمريّة للشّمسيّة ولديّ نسخة منها بهذا التّاريخ وتبدو مطبوعة بالمطبعة الرّسميّة التّونسيّة وهي تتكوّن من ورقتين طول الواحدة 45صم وبكل ورقة ستّة أودية . كلّ واد يتضمّن أيّام الشّهور الهجريّة والإفرنجيّة والعجميّة وأمام كلّ يوم ما يوافقه من التّواريخ أو البروج والطوالع أو بيانات أخرى .
وفي سنة 1903 أسّس علي بن عثمان مطبعة حجريّة بتونس سمّاها (المطبعة العلميّة الحجرّية)وكان مقرّها بنهح الكتبيّة عدد20ثم وقع نقلها إلى باب سويقة بالمحلّ رقم189 .
و في السّنة الّتي أسّس فيها المطبعة أسّس جريدة يوميّة (1903)وأسند إدارة تحريرها إلى ابنه (حسين )وسمّاها (الرّشديّة)أيضا وتقع في أربع صفحات وهي جريدة إخباريّة يوميّة تجاريّة وهي تعدّ أوّل جريدة تونسيّة يوميّة ويبدو أنّها أثّرت على جماهير الشّعب التّونسي حتّى غدا يسمّي كل جريدة بعد (الرشديّة) رشديّة.و لم تسلم الرشدية من ظلم السّلط الاستعماريّة إذ وقع تعطيلها في قضيّة يطول شرحها ثم عادت للبروز إلى أن شملها قانون تعطيل الصّحافة التونسية إثر أحداث الجلّاز المشهورة ولم تسلم من حده إلا جريدة الزّهرة.
وبهذه المطبعة قام برسالة نشر لا بأس بها إذ طبع بالمطبعة العلمية الحجريّة كتبا قيّمة منها (نزهة الأنظار لمحمود مقديش)والوسطى له أيضا ورحلة الورتلاني.
وخلّف علي بن عثمان أبناء ساهموا بقسط لا بأس به في الحياة التونسيّة الوطنيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة
ابوبكرعبد الكافي (أعلام من صفاقس)