ولد الباجي حميدة سنة 1927 من عائلة فقيرة كأغلب عائلات أولاد قاسم فعَرف الحرمان والتّعاسة ثمّ أصيب منذ الصّغر بمرض عضال برجليه و استفحل به الدّاء شيئا فشيئا إلى أن أصبح معوّقا في زمن لا يعرف فيه الفقير طبيبا أو دواء فتألم من ذلك كثيرا وازداد نقمة وحقدا على الأوضاع .
دخل الباجي معترك الحياة شابّا لا يملك شيئا سوى إحساسه بالضّيم والغبن والحقرة الشّيء الذي ولّد فيه ثورة داخليّة و جاء شعره وغناؤه ثورة ونقدا على كلّ الاوضاع السّياسيّة والاجتماعيّة آنذاك الشّيء الّذي أ دخله مرارا إلى السّجن وكان شعره أيضا تعبيرا عن ذاته وعن مجتمعه .
وكان الباجي كبقيّة أترابه يفرّ من وضعه المتردّي باللّهو و وحتّى ينسى همومه يتداول على شرب ا(اللاّقمي) ويكثر من الجلسات الخمريّة الغنائيّة حتّى الثّمالة على مرّ 3 عقود من 53 الى 70 كان الباجي يؤلّف ويلحّن ويغنّي وله أكثر من 60 أغنية يقدّمها للجمهور عادة في الأعراس والأفراح ثم يحفظها سكّان القرية ويتداولونها فتدخل البهجة والفرحة في كل بيت في زمن لايوجد فيه تلفاز أو مذياع أو فرق موسيقية .
احمد شليف