اكتشافات أثرية جديدة بقرقنة: الحفريات تتعقب خطى «حنبعل» قبل فراره من «برج الحصار» إلى سوريا !
٭ راشد شعور
كشفت المنطقة السياحية بقرقنة في اليومين الأخيرين عن آثار جديدة جاءت لتعزز موقع الأرخبيل حضاريا وتفتح الباب على مصراعيه للحفريات التي لم تنطلق بعد .
الآثار التي تم الكشف عنها والتي تحولت إليها « الشروق» فور علمها بالخبر الذي استبشر له الاهالي ، عبارة عن بناءات وقبور واقعة قرب منطقة «برج الحصار» وعلى مقربة من الفنادق السياحية « ديار قرقنة» و«النخلة» وهي الفضاءات السياحية الجديدة التي جاءت لتدعم موقع الجزيرة سياحيا.
الآثار التي لم تتحدد بعد مرجعيتها التاريخية، واقعة تحت طريق عام أومسلك فلاحي، وقد ظهرت هذه الكنوز التاريخية نتيجة بعض الأشغال التي كانت تروم إحدى المؤسسات البترولية القيام بها للتزود بالماء .
الجهات المعنية بقرقنة، طوقت المكان ووضعته على ذمة معهد التراث للقيام بالحفريات اللازمة التي من غير المستبعد أن تبين أن الآثار المكتشفة حديثا فينيقية الأصل باعتبار أن جذور منطقة «برج الحصار» برمتها فينيقية الأصل وقد تعاقبت عليها العديد من الحضارات وهوما أهلها لتكون موقعا أثريا ضاربا في القدم في حوض البحر الأبيض المتوسط .
فالإجماع حاصل تقريبا بين المصادر والمراجع التاريخية أن قرقنة فينيقية الجذور وفي سنة 217 قبل الميلاد حاصرها أسطول روماني وفرض على أهلها ضريبة ثقيلة، وفي سنة 195 قبل الميلاد فر إليها حنبعل متجها إلى سوريا، كما فرّ إليها سنة 88 قبل الميلاد القائد الروماني ماريوس متجها بجيشه الى روما.
وتؤكد المصادر التاريخية ان قرقنة كانت عبارة عن حقول من الزياتين والكروم ومركز نقل وتجارة وتواصل ازدهارها في عهد الرومان والبيزنطيين، ومع الفتوحات الإسلامية ازدهرت الجزيرة ثم أفل نجمها بهجرة الفاطميين وزحف الهلاليين وانضوت بالتالي تحت إمرة حاكم صفاقس المعروف بالبرغواطي إلى أن استرجعها الصنهاجيون سنة 483 ه/1090م بفضل تميم بن المعزّ.
هذا في ما يخص الماضي والتاريخ ، لكن الحاضر والمستقبل بات يؤكد أن المنطقة تحولت إلى نقطة جذب سياحي بعد أن تعزز موقعها وطنيا بفضل الإنجازات الرئاسية المتعددة ومجهودات ولاية صفاقس ممثلة في الوالي السيد محمد بن سالم ومعتمد الجهة السيد بوصراية الحراثي ورئيس البلدية السيد منصور عمارة .
المستثمرون الخواص تنبهوا للمسيرة التنموية بالأرخبيل التي تطورت في السنوات الأخيرة وهو ما يفسر اهتمامهم المتزايد في هذه الفترة بجزيرة قرقنة التي حققت قفزة نوعية على جميع المستويات والقادم أفضل بفضل صدق النوايا وبفضل ما تكتنزه الجهة من مدخرات بحرية وآبار بترولية هامة وآثار ومواقع سياحية خلابة وطبيعة بكر تؤهلها لتتحول إلى منتجع سياحي بارز وطنيا ودوليا .راشد شعور