محمّد الفاضل سليمان
بسم الله الرحمان الرحيم
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول
سنتشرف بتسجيلك
إدارة المنتدي
شكرا


محمّد الفاضل سليمان
بسم الله الرحمان الرحيم
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول
سنتشرف بتسجيلك
إدارة المنتدي
شكرا


محمّد الفاضل سليمان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

محمّد الفاضل سليمان

عالم الطفل ، شعر، قصّة ، مسرح ، أناشيد ، علوم للأطفال ، معارف ، سيرة ذاتية للأديب محمد الفاضل سليمان
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قصّة من التراث: المصيدة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
منذرساسي




عدد المساهمات : 15
تاريخ التسجيل : 28/03/2009
العمر : 51

قصّة من التراث: المصيدة Empty
مُساهمةموضوع: قصّة من التراث: المصيدة   قصّة من التراث: المصيدة Icon_minitimeالثلاثاء 31 مارس - 1:25

سلسلة طرائف من التّراث








المصيـــدة


تأليف : منذر ساسي

















يروى أنّه كان في بعض بلاد فارس رجل صالح قد بلغ من الصّلاح و النّسك و الإحسان حدّا جعله مضرب الأمثال في الرّشد و البعد عن الزّلل و الزّيغ عن الحقّ .فكان النّاس يحبّونه حبّا جمّا و يؤثرونه على أنفسهم ويقدّمونه على بعضهم بعضا في عديد المواضع إكراما له و إجلالا . بل إنّ تعظيمهم له قد فاق كلّ الحدود حتّى أنّهم كانوا إذا اجتمعوا في مجلس لهم لم يكن لمجلسهم طعم دونه لطيب ما يحدّثهم به من حديث جمع إلى جمال الأسلوب ورقّة العبارة ملحة النّادرة و فائدة العبرة .ولم يكن لديه ميل مع كلّ ذلك إلى المزاح الثّقيل الّذي يذهب الهيبة و يسلب صاحبه الوقار و الأدب فكان لا يقول إذا تحدّث إلاّ حقّا .واشتهر بذلك بين قومه حتّى أنّهم كانوا كلّما رأوه مقبلا عليهم قالوا: ها أنّ »الحقّ« قد جاء فأفسحوا له في مجلسه .و تردّدت تلك العبارة حتّى أصبحت صفة ملازمة له بل اسما يطلق عليه.
وذاع صيت الشّيخ الّذي طبّقت شهرته الآفاق و بلغ ذلك مسمع رجل قد طغى و تجبّر أن رآه استغنى و هو من مكان إقامة الحقّ غير بعيد . وكانت له جنّات وعيون وبساتين بها أعناب و كروم حفّت بنخل تؤتي أكلها كلّ حين . وهو بها مسرور كلّ السّرور و عن أداء حقّها من المعرضين . و كان له عمّال بها يعملون وينصبون . وكان الطّاغية ينكّل بهم أشدّ التّنكيل .فهم فيها من المضطهدين لا يؤتون أجورهم إلا بعد مماطلة ووعد وإخلاف . وإذا طالب أحدهم بحقّه أوشك أن يكون من المطرودين بتهمة التّمرّد على السّيّد الشّريف الكريم . وكثيرا ما كان يسخر منهم في نشوة منقطعة النّظير فيقول كلّما طالبه الأجراء بالأجور : ويحكم يالكم من لئام متمرّدين تطالبون بأجرة مضاعفة و أنتم بالكاد تعملون ...وتعضّون اليد الّتي تحسن إليكم وتعبّرون عن ولائكم لرجل بائس فقير يبيع لكم الوهم من الكلام وأنتم به فرحون وله مجلّون !وأنا الرّجل الكريم ذو الجاه و الثّروة و الغنى لست عندكم من المحمودين . بل إنّه قد بلغني أنّكم سمّيتموه ًالحقّ ً وكأنّما كلّ ما عداه باطل به تتذمّرون . فلتذهبوا إذن إلى الحقّ ولتطلبوا إليه ردّ حقوقكم إليكم إن كان هو الحقّ كما تدّعون!!
وراج ذلك الكلام في صفوف العمّال و تناقلوه بينهم وتندّروا به فقال بعضهم :» إنّ سيّدنا قد اغتاض من الحقّ الجليل و كأنّما علم أنّه هو»الباطل« يسعى بيننا ويأكل عرقنا و لحمنا و يرتشف دماءنا و هو اليوم يظنّ أنّه قادر على النّيل منّا بالنّيل من ذلك الشّيخ الوقور الّذي أحببناه و وقّرناه لا لمال ولا لجاه و إنّما لما وجدنا فيه من كرم في الأخلاق و همّة عالية و مروءة توشك أن تكون في عداد المفقودين في زمن استعباد المال للإنسان المسكين « .
وتناهى ذلك الكلام إلى مسامع السّيّد الثّريّ صاحب الجنّات و البساتين فأخذته العزّة بالطّغيان و خرج على العمّال يوما في زينته و خدمه و حشمه و هو يدعو بالويل و الثّبور على كلّ من اشتبه في سيرته . فأطرد من العاملين زمرة و هدّد بتشريد آخرين قائلا:»سترون وتسمعون ما يستطيع ان يفعله ًالباطلً بالعبيد الآبقين وأروني كيف يستطيع »الحق«ّ إطعام الجائعين « و تولّى إلى قصره مزهوّا بنصره المبين.
وعاد العمّال المطرودين إلى القرية الآمن أهلها بصحبة الشّيخ الجليل . و رووا على مسامع حبيب الجميع وسيّد القلوب حكايتهم مع من ادّعى امتلاك الأرض والعباد .وعلا و تجبّر وتنطّع و استهان بالصّغير و الكبير . فتبسّم الشّيخ الوقور و قال بلهجة الواثق المتوكّل : »أنا بإذن الله أستردّ لكم حقوقكم . فاجعلوا بيني وبينه موعدا لأحدّثه و يحدّثني و أسمع منه و يسمع منّي فيكون على بيّنة من أمره و أكون على بيّنة من أمري«
وبلغ السّيّد الغنيّ أنّ »الحقّ« يسعى في مقابلته والحديث إليه في شأن العمّال المفصولين . ففكّر و قدّر ثمّ جمع أهل مشورته فأشاروا عليه بأن يصرفه عنه فلا يقابله .ولكنّ نفسه حدّثته بألاّ يستجيب إلى رأي مستشاريه. ذلك أنّ ردّه و صرفه لا يغني عنه من أحاديث النّاس شيئا و لا يشفي غليله .بل ربّما عدّ ذلك منه ضعفا و عجزا عن مقارعة الأقران و مواجهة الرّجال .و لكنّ الرّأي أن يقابله و يردّه ردّا يجعله أظحوكة بين النّاس و أحدوثة تلوكها ألسنتهم و يتندّر بها القاصي و الدّاني على مرّ العصور و الأزمان .فأسرّ إلى خاصّة خاصّته بأن يبلّغوا الشّيخ أنّ سيّدهم على استعداد لملاقاته و الاستماع إليه .
و لم يكن لذلك الشّيخ من دابّة يركبها سوى حماره فركبه في اليوم الموعود و اتّجه نحو القصر . وكان صاحبه قد حشد العيون في منتصف الطّريق لرصد أخباره و الإعلام بقرب نزوله و كان في نيّته أن يسخر به ويحرمه من شرف المثول بين يديه في قصره العظيم فذلك في اعتقاده حظ بعيد المنال على الفقراء والمساكين .
ولمّا جاءه الخبر اليقين بقرب و صول ًالحقّ ًإليه خرج و كمن له ببعض الدّروب بحيث يراه هو و أصحابه من حيث لا يراهم . حتّى إذا أشرف الشّيخ على المكمن خرج عليه رجل في أطمار بالية تنبئ عن سوء الحال والحاجة إلى المساعدة. ولم يكن ذلك الرّجل سوى الرّجل الغنيّ و قد تنكّر بحيث لا يعرف .واعترض طريق الرّاكب حماره و حيّاه قائلا : إلى أين يا شيخنا ؟ قال : إلى أمر بمعروف و إصلاح بين النّاس .
قال: هلاّ صحبتني معك فأتعلّم منك ؟ قال: أهلا بك صديقا و صاحبا و رفيقا . قال : هذا كرم منك لا أستغربه . فقد سمعت عن أخبارك .قال: وما بلغك من أخباري ؟ قال : أولست أنت الحقّ ؟ قال : هكذا يقولون . و لكنّني رجل فقير . فمن تكون أنت ؟ فشهد على نفسه من حيث لم يعلم قائلا :» أنا أحد ضحايا ذلك الرّجل الإقطاعيّ الّذي ملك البلاد و العباد . وإنّ لي أطفالا يموتون من الجوع بسبب ما حلّ بي وبهم بعد طردي من العمل الّذي كنّا بالكاد نقيم به أودنا .«
كان كلّ ذلك يحدث على مرأى من العيون الّتي وضعها صاحبها لتكون شاهدة على المصيدة الّتي يضمر أن يوقع فيها الشيخ الجليل . ولم يسيرا طويلا حتّى قال المضطهد المزعوم : لقد أنهكني التّعب و أضناني المسير أفمن العدل أن تركب أنت وأمشي أنا ؟
فوجئ الشّيخ بالسّؤال الجريء و لكنّه أجاب في حلم الرّجل العاقل الرّصين : بل أنزل عن الدّابّة فتركب أنت شوطا ،لتنزل عن الحمار لي فأركب شوطا آخر . فركب الرّجل الحمار حتّى إذا نال التّعب من الشّيخ قال للرّاكب : انزل فأركب . قال :لا .قال الشّيخ : كيف لا تنزل والحمار حماري ؟ قال : لن أنزل حتّى نحتكم لأوّل قادم علينا .قال: لك ذلك . فبينما هما كذلك إذ اعترض طريقهما رجل . فاستوقفه الرّاكب قائلا : احكم بيننا ! قال : وما ذاك ؟ قال : من الّذي يمشي في هذه الدّنيا الحقّ أم الباطل ؟ قال : الحقّ طبعا . فنظر الباطل إلى الحقّ قائلا : فلتمش ما طاب لك المشي. و لوى عنان الحمار و واصل طريقه مقهقها ساخرا .. وانتابت الحمار نوبة أوقعت الباطل عن ظهره. وشهد الأتباع الّذين كانوا يراقبون ما يجري عن كثب ما حلّ بسيّدهم فهبّوا و أحاطوا به لإنقاذه ممّا ألمّ به بعد سقوطه أرضا . فلحق بهم الشّيخ و نظر نظرة في وجوههم و أحوالهم وعدّتهم فاكتشف حقيقة أمرهم وعلم مكيدتهم .ثمّ اتّجه نحو الرّجل الواقع أرضا و أخذ بيده و ساعده على الوقوف وقال : هل عرفت الآن أنّ الحقّ يعلو و لا يعلى عليه ؟ .ثمّ تلا قوله تعالى :» وقل جاء الحقّ و زهق الباطل إنّ الباطل كان زهوقا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصّة من التراث: المصيدة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
محمّد الفاضل سليمان :: قصص الأطفال :: قصص من التراث-
انتقل الى: