الفخار

الفخار

جاسم محمد صالح

الفخار يا أصدقائي يشمل كل الأشياء التي تصنع من الطين الطري ثم تُحرق ... وهو أساس لكل أنواع السيراميك , وعملية صنعه واحدة رغم اختلاف أنواعه فيصنع الفخار بدولاب الخزاف الذي يدار باليد أو بالرِجل وبعدها يُخفف الطين ببطء ثم يُحرق في النار في فرن يكسبه صلابة وتكون حرارة الفرن عالية جدا تتجاوز الألف درجة بعد أن تُرش عليه مواد التزجيج ... والعرب منذ القدم كانوا ماهرين جدا في صناعة الفخار ... حيث أن المخلفات التي تركوها لنا منذ القدم تؤكد لنا مهارتهم تلك وتفوقهم الرائع في هذا المجال ... فقد استخدمه العراقيون القدماء في كتاباتهم ونقشوا أخبارهم على ألواح من الطين المزجج , فقد استخدم الآشوريين أواني مزججة ومزخرفة ومطلية بالمنيا ... وأحيانا بالنحاس والفضة وكانت الألوان : الأزرق ... والأخضر ... والفيروزي من أهم الألوان التي مَيزت الفخار العربي القديم عن فخار غيره من الأمم .

لهذا يا أصدقائي جاز لنا أن نقول بتواضع :

- إن الفخار العربي الإسلامي من أرقى الفنون التي توصل إليها الإنسان في هذا المجال . وهذا ما اعترف به الأوربيون أيضا ... فزيارة واحدة لقصر الحمراء في الأندلس وبقية القصور والآثار الإسلامية وخاصة القباب والمآذن... نرى بوضوح عظمة وإبداع الفنان العربي في مجال السيراميك المزخرف والذي خُطت عليه الآيات القرآنية والصور النباتية الجميلة ... حيث تتداخل الحروف مع الأشكال لتؤدي غرضا فنيا خالصا .