بنزرت
من النـــادر أن تحتل مدينة من المـــدن الموقــع الاستراتيجي الذي تحــتله بنـــزرت (هيبودياريتوس) الرومـــانية، فهي الرقعة التي تصل البحر الأبيض المتوســـط بالخلـــيج الطبيعي الهائل الذي يحمل اسم المدينـــة الملاذ الممتـاز بالنســـــبة للملاحـــة البـحرية، وهــو الذي جعـــل من بنـــزرت منذ عهـــود بعيـــدة مركز تجمـــع إنساني مهم توالى فيه القرطــــاجيون والرومـــان والوندال والبيزنطيون والعرب والأتراك. ولقد أضفى الجسر المتحرك بمدخل بنزرت مزيداً من الحركة على هذا الموقع الطبيعي، وهي مدينة كلها حيوية وازدهار، فمدينتها العربية المحتفظة بطابعها الأصـــيل تقدم لزائريها باقة زاهية بديعة من المساجـــد والأســواق والمنــازل العتـيقة، وشـــوارعها الملتـوية المتشـابكة ينتهي بك المطــاف فيـــها إلــى المرفـــأ القـــديم بمقاهيه الطـريفة وقواربه اللطيفة حيث الحركة الدائبة. أما الجناح العصري من المدينة فإن شوارعه تتمدد وحدائقه تتسع، وقد زاد في بهجته قصر المؤتمرات الذي يشرف على المدينة في شموخ رائع وهدوء وديع، وتمتد مـدينــــة بنــزرت شمالاً حتــى الكـورنيــش حـيث تم إنشــاء جهــاز ســياحي يناسـب جمــال المنطــقة، وهـو يتـكون مـن عــدة فنــادق بها أحدث التجهيزات والمرافق، أما جنوباً فتمتد حتى شواطئ الرمال اللامتناهية المدى بين بحر أزرق وغابات صنوبر خضراء.