حوار الفصول
قال فصل الخريف: كثير من الكائنات الحية تعتقد أنني فصل الموت والاصفرار, ولكن بالعكس ,فأنا فصل النشاط والحيوية , ففي أيامي يتوافد الطلاب عائدين إلى مدارسهم طلبا للعلم فأنا فصل الجد والعمل ولا حياة بدوني قال الشاعر :
بئس الحياة حياة لا خريف فيها إلا لمسترق من نومه رغدا
ثم تقدم فصل الشتاء قائلاً : أنا فصل البرد القارس ففي أيامي تثور الطبيعة , والرياح تعصف والبرق يومض والرعد يقصف والمطر ينهمر,فلولاي ما نبتت نبتة ولا أورقت شجرة , وبدوني تجف الأنهار . وتنضب الينابيع , تحدث عني الرواة والشعراء: عن الشتاء تروي الحقول أساطير تزهو بها بلدتي وفي هذه الأثناء هب نسيم آذار الندي المنعش , معلنا قدوم فصل الأناقة وعزفت العصافير موسيقا الربيع الرنانة ودخل الربيع يختال ضاحكا وتحدث بكبرياء قائلا :
أنا فصل الجمال والأناقة , ففي أيامي تستيقظ الأرض , وتخضوضر الحقول , وينبعث النسيم العاطر , وترتدي الحقول ثوبها الأخضر المزهر ويفرح الجميع بقدومي (آذار أقبل قم بنا ياصاح حي الربيع حديقة الأرواح).
أخيرا ختامها مسك , أطل الصيف وقطرات العرق على جبينه كحبات الندى على أزهار الخزامى والياسمين وقال بثقة كبيرة بنفسه وأهميته :
أنا فصل الحرارة الشديدة التي لها فائدة كبيرة , فهي تنضج الثمار وتهيئ القمح للحصاد .
أنافصل الراحة للجميع , فأيامي فيها راحة الناس وعطلتهم , ويقضون أجمل أوقاتهم على رمال الشاطىء الذهبية , يتركون وراءهم هموم الحياة ومشقة العيش.لم أكن طرفا في الحديث وكم تمنيت ذلك كما قلت في بداية كلامي , ولكن أعتقد أنني وجدت الحل , رغم تحيزي لفصل الربيع , أرى أن الفصول الأربعة تكمل بعضها , فتزيد من جمال بلادي .
أحمد خليل سعيد الخلف