""الثعلب والديك""
بـرز الثـعــلــب يـــومــاً .:. فــي شــعـار الواعطينا
فمشى فى الارض يهذي .:. ويــــســـب المـاكريــنا
ويـقـول : الــحـمـد للــــ .:. ــــه إلـــه الـعـالـمـيــن
يـــــاعـبـاد الله تـوبــــوا .:. وفـهـو كهف التـائـبـينـا
وازهدوا في الطير إن الـ .:. ــعيـش عيش الزاهدينـا
واطـلـبـو الـديــك يــؤذن .:. لصـلاة الــصـــبح فـيـنا
فأتى الــديــك رســــــولٌ .:. مــن إمــام الـنـاسـكـينا
عـرض الامـر عــلـيـــه .:. وهـــو يرجـو ان يـــلينا
فـأجـاب الـديـكُ :عــذراً .:. يــاأضــل الـــمـهـتـديـنا!
بـلغ الـثعـلـب و عـني .:. عن جدودي الــصالحـينا
عـن ذوي الـتيجان ممن .:. دخـل الــــبـطـن الـلــعينا
انــهم قـالوا وخـير الــــ .:. ــقول قــول الــــعـارفينا:
((مـخـطى من ظن يوما .:. ان لـلـثـــعـلـب ديــنــــا))
وهذه احدى اروع قصائده ايضاً,
((الجمل والثعلب))
كان على بعض الدُّروبِ جمل .:. حَـــمًّلهُ المالـكُ ما لا يُـحمــلُ
فـقـال يـا للـنـَّحس و الــشـقاءِ! .:. إن طــال هذا لم يـطل بقائــي
لــم تـحمل الجـبالُ مـثل حملي .:. اظــن مــولاي يـــريـد قـتــلي
فــجــاءه الــثـعـلـب من امامه .:. وكان نال الـقــصد من كلامـه
فـقـال: مـهلا يا أخـا الأحـمالِ .:. ويـا طـويل الـباع في الجـمـال
فـأنـت خـيـر مـن أخـيك حال .:. لأنـنــي أتـعــب مـنـــك بـــالا
كــأن قــُدامـي الــــف ديــــك .:. يــسـألني عـن دمها السفــوكِ
كـأن خـلـفي ألـف ألـف ارنب .:. إذا نـهـضــت جـاذبتني ذنبـي
ورُبَّ أ ُمٍّ جـئـتُ فـي مـنـاخها .:. فـَجـهـتـُها بالفتك في أفراخهـا
يـبـعـثـنـي مـن مـرقـدي بكاها .:. وأَفـتـح الـعـين على شكواهــا
وقـد عـرفــتَ خـافـيَ الأحمال .:. فـاصـبـِر , وقل لأُم’ الجمِـال:
لـيـس بـحـمـلٍ مـا يـَمَلُّ الظهر .:. ما الحمل إلا ما يعاني الصدر
قد تخفى بعض الفكر الجزئيه في هذه القصائد على الناشئ ولكن تظل الفكره الرئيسه متضحه لهم,
وفي النهايه احببت انت اورد هذه القصيده التي لن انساها لما فيها من قيمه فريده و غرسه جميله,و لكن ليست على لسان الحيوان بل تروي قصة رحلة مها وابيها,
بــيـن الـحديـقـة والـنهر وجمـال ألوان الزهر
والطير يشدو بالغناء العذب فـى شتى الصور
سـارت مـــهـا مـسرورة مــع والـدٍ حــان ٍ أبر
فـرأت هـنـالـك نـخـلـة مــعـوجـة بـيـن الـشجر
فـتـنـاولـت حـبـلا وقـالـت يـا أبـى هـيـا انـتظر
حـتـى تـقـوم عـودهـا فـتـكون أجمل فى النظر
فـأجـاب والــدهـا لـقد كـبرت وطـال بها العمر
ومـن الـعـسـيـر صـلاحها فات الأوان ولا مفر
قـد يـنـفـع الاصلاح والتهذيب فى عهد الصغر
والـنـشء ان اهـمـلــتـه طـفـلا تـعـثـر فى الكبر
أحمد شوقي