تحية للشاعر أحمد فضل شبلول لفوزه بجائزة الدولة في شعر الطفل وهذه نبذة عن أدب الأطفال بقلمه
نشأ أدب الأطفال في العصر الحديث في حضن الحكايات على ألسنة الحيوانات والطيور ، واعتبرت حكايات كليلة ودمنة ، وخرافات إيسوب اليوناني ، وحكم وأمثال لقمان الحكيم من المصادر الأساسية لأدب الأطفال سواء في الغرب أم في الشرق . وعندما أراد الأديب الفرنسي لافونتين ( 1620 ـ 1696 ) كتابة أدب متخصص للأطفال اعتمد على هذه المصادر اعتمادا أساسيًّا . وعندما حاول عدد من أدبائنا وشعرائنا في العصر الحديث أن يكتبوا أدبا وشعرًا للأطفال كان أول مافعلوه أنهم اتجهوا لترجمة وتعريب حكايات لافونتين التي وردت على ألسنة الطير والحيوان. يقول محمد عثمان جلال (1838 ـ 1898) في مقدمة كتابه((" العيون اليواقظ في الأمثال والمواعظ )) ـ نقلا عن د. أحمد زلط في رواد أدب الطفل العربي ص 4 ـ يقول : "أخذت أترجم في الأوقات الخالية كتاب العلامة الفرنسي الكبير لافونتين .. وهو من أعظم كتب الأدب الفرنسي المنظومة على لسان الحيوان، على نسق كتب الصادح والباغم ، وفاكهة الخلفا .. وسميتها " العيون اليواقظ في الأمثال والمواعظ " )) . أيضا فعل الشيء نفسه إبراهيم العرب ( المتوفي عام 1927 ) صاحب كتاب (( آداب العرب )) الذي نظم عددًا من المنظومات الشعرية المتنوعة التي سار فيها على طريقة لافونتين ، وقد تضمن كتابه مائة منظومة شعرية دارت جميعها على ألسنة الحيوان والطير بغرض العظة . أما أحمد شوقي (870 ـ 1932) فقد لجأ في كتابة معظم قصائده للأطفال إلى العالم نفسه، عالم الحكايات على ألسنة الطيور والحيوانات. يقول أحـمــد شوقي في مقدمة الطبعة الأولى للشوقيات : (( وجربت خاطري في نظم الحكايات على أسلوب لافونتين الشهير ، وفي هذه المجموعة شيء من ذلك ...)) وللدكتور سعد ظلام كتاب بعنوان (( الحكاية على لسان الحيوان في شعر شوقي)) صدر عام 1982 عن دار التراث العربي من الممكن أن يُستفاد منه في هذا المجال . لقد اعتمد هؤلاء الرواد ـ وغيرهم ـ في معظم كتاباتهم الشعرية ـ باعترافهم هم ـ على حكايات لافونتين ، واعتمد لافونتين بدروه على حكايات كليلة ودمنة وخرافات إيسوب ، وحكم وأمثال لقمان الحكيم . غير أن التراث العربي مليءٌ بالقصص والحكايات على ألسنة الطيور والحيوانات ، يقول الشاعر أحمد سويلم في كتابه (( أطفالنا في عيون الشعراء )) ( انظر ملحق المراجعات في هذا الكتاب ) ص 143 : (( والحق يقال إن الحكاية على لسان الحيوان ـ وأيضا الشعر الذي يتحدث عن الحيوان ـ قديمة في كل الآداب العالمية .. وهي عند العرب كذلك قديمة . لقد عُرف هذا اللون في حضارة مصر القديمة .. إذ يعتبر المصريون من أسبق الشعوب إلى هذه الحكايات حيث يرجع تاريخ (( حكاية السبع والفأر )) التي وجدت على أوراق البردى ، إلى القرن الثامن عشر قبل الميلاد ، على حين ترجع خرافات إيسوب في اليونان إلى القرن السادس قبل الميلاد .وبعض المؤرخين يرى أن الهند قد كتبت أيضا حكايات الحيوان في حكايات تناسخ بوذا )) . ثم يستعرض أحمد سويلم بعض ماقيل من شعر عربي في هذا المجال ورد على يد حميد بن ثور الهلالي ، وأبي بكر الصنوبري ، وأبي نواس ، وأبي اسحاق الصابي وغيرهم. وفي مجموعته الشعرية ((قصائد من حديقة الحيوانات)) الصادرة عام 1984 عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، يتجول بنا الشاعر عبد العليم القباني مع الديك والعصفور والحية والثعلب والكلب والذئب والحمل، وذلك من خلال سبـع قصائد شـمـلها الديـوان وهي: رسالة ديـك ، الـعـصفـور والحية، حكاية الثعـلب والديك ، الثعلب والأسد ، قسمة الأسد ، العبيد والأحرار ، الذئب والحمل . والمتأمل في قصائد هذه المجموعة الشعرية لايجد إضافة جديدة لما كتب من قبل وجاء على ألسنة الطيور والحيوانات اللهم فقط في الصياغة الشعرية التقليدية الرصينة والمحكمة التي اشتهر بها شاعرنا عبدالعليم القباني ، والتي بقدر ماتدل على تمكن واقتدار ، فإنها تعلن عن عدم نجاح الشاعر في الكتابة للأطفال . إذن نحن أمام قضيتين أدبيتين في هذه المجموعة الشعرية ، القضية الأولى هي عدم إضافة جديد لما كُتِبَ من قبل في هذا المجال ، وهو مايعترف به الشاعر نفسه في مقدمته التي يقول فيها : (( وقد عنَّ لي أن أتابع هؤلاء وهؤلاء في هذا النهج ، فقمت بهذه المحاولة التي أثبتُّ بعضها في هذه المجموعة المتواضعة ، وقد بينت الأصول التي اعتمدت عليها فيما نقلت أو فيما تأثرت به وتركت التي ألفتها بغير بيان ... )) . أما القضية الثانية وهي عدم نجاح الشاعر في الكتابة للأطفال ، فسبيلنا إلى الحكم على ذلك عدة أمور : أولا : إن الشاعر نفسه لم يعترف أو لم يعلن صراحة أنه يكتب قصائده للأطفال سواء في مقدمته أو على غلاف المجموعة ، وإن كانت هناك إشارة خفية في المقدمة التي يقول فيها عن مجموعته تلك (( ثم قدمتها للقراء لعلها تجد عند الكبار والصغار على السواء مكانها من التسلية والفائدة والعبرة والعلم )) . لقد قدم الشاعر الكبار على الصغار ، ولعل في هذا التقديم مايشي بأنه يريد أن يستبعد من ذهن القاريء فكرة أن المجموعة كتبت خصيصا للصغار ، وإن كان الشاعر أحمد سويلم عدَّ عبدالعليم القباني ممن يكتبون للأطفال ، يقول سويلم في كتابه (( أطفالنا في عيون الشعراء)) ص 208 : ((أصدر القباني أخيرا ديوانا للأطفال بعنوان (( قصائد من حديقة الحيوانات )) وهي كما يدل العنوان الجامع تتناول سلوكيات الحيوان في مقطوعات صغيرة في عدة أبيات .. يخرج الطفل بعدها بقصة قصيرة أو موقف وأيضا بحكمة نافعة )) . ثانيا : وقوع الشاعر في إشكالية الكتابة للصغار والكبار معا ، فلئن كانت موضوعات القصائد تصلح للصغار ـ كما رأينا عند شعراء آخرين كتبوا للأطفال ـ فإن معالجتها وصياغتها لاتصلح لهم ، أو أنها فوق مستوى إدراكهم . ثالثا : إن الشاعر عبدالعليم القباني رغم رحلته الشعرية الطويلة ومؤلفاته الأدبية المتعددة ، فإنه لم يضع برنامجا لكتابة شعر الأطفال خلال حياته الأدبية التي فاقت ستين عاما ، وإن ماكتبه في هذا المجال لم يكن سوى أصداء لقراءاته المختلفة واطلاعه الواسع على تجارب شعراء آخرين من أمثال : محمد عثمان جلال وأحمد شوقي وإبراهيم العرب ، وقد ورد ذكر أسمائهم صراحة في مقدمة الشاعر ، بالإضافة إلى بعض شعراء الشام الذين لم يذكر اسم واحد منهم . أي أن الشاعر لم تكن لديه قصدية الكتابة للأطفال مثلما رأينا عند شعراء آخرين نذكر منهم : محمود أبو الوفا ، وعمر بهاء الدين الأميري . رابعا : كثرة الشروح والتعليقات على عدد كبير من المفردات الشعرية بهوامش الصفحات ، الأمر الذي يشي بعدم قدرة الشاعر على التقاط المفردة السهلة البسيطة المعبرة عن المعنى الذي يود إيصاله للقارئ، ولعل السبب في ذلك يرجع ـ كما سبق أن ذكــرنا من قـبل ـ إلـى أن الشاعـر لم يقصد الكتابة للأطفال ، وإنما هي موضوعات عنَّتْ له فصاغها شعرًا ، دون الاهتمام بالمعجم الشعري الذي يناسب سن الطفولة بمراحلها المختلفة . وعودة إلى القضية الأولى ، وهي عدم إضافة جديد لما كتب في هذا المجال من قبل لنجد أن حكاية الثعلب والديك عند عبدالعليم القباني هي الحكاية نفسها عند أحمد شوقي، يقول القباني : ذات يـوم أبـصر الثـعلب ديكا ذهـبـيا يـتـهادي فوق عـرش الحسن صدَّاحًا فتيا فــتشـهـاه غــذاء وافـر الـدهـن مـريا ثم أقـعى يرسم الخطة " فـخًّـا " لـولـبـيا فـتـروّى وتــأنـّى .. وتــزيَّـا .. وتــهـيا ومـشـى مـِشـيـة أمــنٍ يـخدع الديك الـفتيا قـائـلا : يـاخـيـر مـن أذّن لـلـفـجـر وحــيـا إن ديـك الــجـنـة الــفيــحاء قد مات صبيا فـبـكـيـنا فـيه صوتا رائع الـجرس نقيا وبـنـو الـجـنـة لـما أن رأوا فيك سميا جعلوا منيَ قــلـبا يـتـلـقـاك حــفـيا ورسولا راح يدعو ك إلـى الجنة هـيا غير أن الديـك لم يسمع من الدعـوة شـيـا وتولى فوق أعـلى الغصن عـمـلاقـا ذكـيا مرسلا عـبـر سـمـاء الغـاب إيقاعا شجـيـا قائلا : دعــني فـإنـي إعـرف الأمـر جـلـيـا رحـم الـلـه الـذي مات فـقــد كـان غــبــيــا إن " جـبريـل " أمـين الـلـه أنباني عشيــا إن ديـك الأمـس أضـحى لك قـربانا شهيــا ويقول أحمد شوقي في الحكاية نفسها : بـرز الـثـعـلبُ يومـا فـي شـعار الـواعـظينا فمشى في الأرض يهـدي ويسـب الماكرينا ويقول الحمـد لـلـه إله الــعــالــمــيــنــا يا عـباد الـله تـوبـوا فهـو كـهـف الـتـائـبينـا وازهدوا في الطير إن العيش عيش الزاهدينا واطلبوا الديك يؤذن لـصــلاة الـصـبح فينا فأتى الديكَ رســولٌ من إمــام الـنــاسكينا عـرض الأمر عـليه وهو يرجو أن يلينا فأجاب الديـك : عـذرا ياأضـل الـمهـتدينا بلِّغ الثعلب عني عـن جدودي الصـالـحينـا عن ذوي التيجان ممن دخل البطن اللعينا إنهم قـالوا وخـير الـ قول قول العارفينـا " مخطيءٌ من ظن يوما أن للثعلب دينا ! " كما أن حكاية (( العصفور والحية )) عند القباني نجد شبيها لها عند محمد عثمان جلال في حكاية (( الغلام والثعبان المثلج )) وعند كامل الكيلاني في حكاية (( الغراب الغادر )) . يقول القباني في (( العصفور والحية )) : على الأغصان عصفـور صغير السن مـغـرور رأى في الحية الرقطا ء حسنا فهو مسرور ومايدري بأنَّ الســمَّ تحت الناب مـستـور وأقبل نحـوهـا يسـعى فــنادتـه الـعـصـافير تـحـذره مـن الأفـعى فإن حــنانـهـا زور فلم يعبأ بما نصحت وللأوهــام تـأثـيـــر وغـنـَّى حـولها طربا فأمسى وهو مقأبور ومـن يـغتـر ُّ بالأوها م تصدمه المقاديـر ويقول محمد عثمان جلال في (( الغلام والثعبان المثلج )) : حكوا أن ثعبانا تـثـلَّجَ في الشتا فمر غلام واسـتعـد لــنــقـْــلِهِ وجاء به يسعى إلى الدار طائشا وأدفــأه ، فـانـظر لقلــة عـقـلــهِ فلما أحسَّ الوحش بالنار والدفا وساحت سموم الموت من الجسم كلهِ وفتح عينيـه وحـرك رأسه على الولد المسكين يبغى لقـتـلـهِ أتاه أبوه عاجلا قـطـع رأسـه وداس عليه في الحـضـير بنعـلـهِ وقال : بني احذر غـبيا لقيتـه ولاتصنع المعروف في غير أهـلهِ أما كامل الكيلاني فيقول في (( الغراب الغادر)) وعن طريق القافية المزدوجة : لقـد حدثتـنا أقـدم الأمثالِ فيما مضى من الزمان الخالي بقصة تروى عـن الـعصفورِ أبصر فـي وكـر من الـوكـورِ فرخ غراب مشرفا على التلفِ فقال للفرخ : اطمئن لاتخــفِ وأدفـأ الـفـرخ، وداوه ، ولم يزل بـه حـتى شفـاه من ألـمْ وصار عنده العزيز الغالـي وأكرم الأبنـاء والــعـيــالِ حتى إذا الفرخ غـدا غرابـا لم ير ــ غير قتلهِ ــ ثوابـا وأهـلك الغراب مـَنْ ربـَّـاه جزاء ماقدَّم من حـسنـاه ومن استعراضنا للقصائد الثلاث نجد أن القصة واحدة ، وإن اختلفت الشخصيات ، فهي عند القباني العصفور والحية ، وعند عثمان جلال الثعبان والغلام والأب ، وعند كامل الكيلاني العصفور والغراب . لقد استفاد القباني من كلا القصتين عند جلال وكيلاني ، واستطاع أن يوفق بينهما ، فأخذ من عند جلال الثعبان وحوله إلى حية ، وأخذ من عند كيلاني العصفور ، ونسج قصة جديدة تجمع بين العصفور والحية ، لنخرج بالهدف التعليمي أو الوعظي نفسه ، غير أن النهاية عند القباني تختلف بأن العصفور أمسى مقبورا ، وهو مايتفق به مع كيلاني في نهاية العصفور ، ويختلف به عن عثمان جلال الذي استطاع الأب عنده أن ينقذ ابنه من سم الثعبان بأن داس على رأسه فقطعه ، أيضا الحكمة التي يخرج بها القاريء عند القباني في نهاية القصيدة تختلف عن الحكمة التي يخرج بها في نهاية القصيدتين الأخريين ، فقاريء القباني يخرج بالحكمة (( ومن يغترُّ بالأوهام تصدمه المقادير )) بينما يخرج قاريء القصيدتين الأخريين بـ (( لاتصنع المعروف في غير أهله )) . أيضا حكاية ((الثعلب والأسد)) والتي يقدمها الشاعر عبدالعليم القباني على أنها منظومة بتصرف عن الشاعر اليوناني إيسوب، فهي كثيرا ما وردت عند شعرائنا السابقين، غير أن القبانـي يستطيع أن يلخص الحكايـة ومغزاها فــي البيت الأخير قائلا : لست ياثعلب مَنْ يشتمني إنما يشتمني هذا الحديد وبالنظر إلى مجموع قصائد تلك المجموعة الشعرية ، نجد أنها تحتوي على سبع قصائد ، أربع منها وجدناها أصداءً لحكايات وقصائد مماثلة وردت في التراث ، وكتب في معناها العديد من الشعراء ، أما القصائد الثلاث الأخريات وهي : رسالة ديك ، وقسمة الأسد ، والعبيد والأحرار ، فلم نجد في معناها قصائد كثيرة مثلما وجدنا في القصائد الأربع السابقة الإشارة إليها ، ولعل السبب يكمن إما في عدم اطلاعنا على كل ماكُتِبَ في شعر الطفولة على امتداد التاريخ الأدبي ، أو أن الشاعر بالفعل استحدث موضوعات شعرية جديدة على لسان الحيوان، وإن كنا نستبعد هذا الاحتمال الأخير، لأن في قسمة الأسد يشير الشاعر صراحة إلى أن الفكرة للشاعر الروسي كريلوف ( 1769 ــ 1842 ) أما العبيد والأحرار ـ وهي قصيدة من مقطعين ـ فهي للشاعر المجري بيتوفي. وعودة إلى حكاية الثعلب والديك عند شوقي والقباني لنجد أن القصيدتين اعتمدتا على مجزوء الرمل ، وإن اختلف الروي فيهما ، غير أنهما اتفقتا في حالة المد ، ونلاحظ أن اللغة عند شوقي أكثر طواعية وسهولة ويسر من اللغة عند القباني ، الأمر الذي ألجأ الأخير إلى شرح ثلاث عشرة مفردة من مفردات القصيدة في الهوامش ، وهذه المفردات ــ ومعظمها مفردات قرآنية وردت في سورة مريم ـ هي : (مريا ـ أقعى ـ تروى ـ تزيا ـ سميا ـ عبقريا ـ قدسيا ـ حفيا ـ تولى ـ إيقاعا ـ جليا ـ عشيا ـ قربانا). أيضا يلاحظ أن قصيدة شوقي وقعت في ثلاثة عشر بيتا ، في حين وقعت قصيدة القباني في عشرين بيتا . أما عن الحوار فقد كان عند القباني بين اثنين هما : الثعلب والديك ، في حين كان عند شوقي بين ثلاثة هم : الثعلب ورسوله والديك ، وعموما فهناك تحليل جيد لقصيدة شوقي هذه من الممكن الرجوع إليه في الطبعة الثانية من كتاب النص الأدبي للأطفال للدكتور سعد أبـو الـرضا ص ص 164 ــ 169 . أما عن الناحية الموسيقية في قصائد من حديقة الحيوانات، فـنرى أن الشاعـر عبد العليم القباني اعتمد في قصائد هذا الديوان على الوافر ومجزوئه (قصيدتان) والرمل ومجزوئه (ثلاث قصائد) ومجزوء المتقارب (قصيدة واحدة) ، كما أنه استخدم بحر الطويل في قصيدة الذئب والحمل ، وأنه ابتعد نهائيا عن الخبب (أو المتدارك) والرجز ، وهما البحران الأكثر دورانا في الشعر المكتوب للأطفال ، وربما يدلنا عدم استخدام الشاعر لهما ، ولجؤوه إلى الطويل ــ وهو بحر يندر استخدامه في الشعر المكتوب للأطفال ـ إلى أن الشاعر لم يكن هدفه الكتابة للأطفال خصيصا حينما بدأ ينسج هذه القصائد التي احتواها ديوانه الذي بين أيدينا ، وإن كان الناشر ــ وهو الهيئة المصرية العامة للكتاب ــ تعامل مع قصائد هذا الديوان على أنها مكتوبة للأطفال ، فاستخدم عنصر التلوين والرسومات المحببة للأطفال ، فضلا عن استخدام الورق المقوّى في الطباعة، وكل هذه الأساليب الطباعية والإخراجية تناسب الأطفال الصغار بالفعل .
أحمد فضل شبلول ـ الإسكندرية منقول